#1
|
||||||||
|
||||||||
{{ ذوً الـقـ ـر نـيـ ـ ـن }}
{ذو القرنين} فصل ذو القرنين إلى المغرب غازياً فاتحاً ، محارباً مجاهداً ، لايصادف في طريقه حزناً إلا سلكه، ولا عالياً إلا ظهره، ولا عدواً إلا كسر سلاحه وقص جناحه ، ولا يبالي في الجهاد الحر ولا القر ،ولا سهل ولا الوعر;إذ كان الله قد مكن له في أرضه ورزقه الطاعة والانقياد في حنده ، وآتاه من كل شيء يحتاج إليه في توطيد ملكه سبباً ، ومنحه في القتال حظاً سعيداً، وفتحاً مبيناً. ومازال في طريقـته يسير ويسري ، حتى انـتـهى إلى عين اختلط ماؤها وطينها ، فتراءى له أن الشمس تغيب فيها ، وتختفي وراءها هذه العين مكاناً للغزو، ولا سبيل للجهاد ، ولكنه رأى عندها قوماً هاله كفرهم ، وكبر عليه ظلمهم وطغيانهم ، إذ كانوا قد عتو في الأرض ، وأكثروا الفساد، وسفكوا الدماء ;استجابة للشيطان، وجرياً وراء نوازع النفوس. فاستخار الله في أمرهم ، وما يصنع بهم ، فخيره الله بين سبـيـلين يختار أحدهم ، ويسلك ما يريد منهما: إما أن يذيقهم القـتل ويوقع بهم النكال ، جزاء كفرهم وطغيانهم ، وإما أن يمهلهم ويدعوهم لعل منهم من يهتدي ، أو يرتدع أو يرعوي ، فاختار ذو القرنين الإمهال على القتل ، والحسنى على الإتخان ثم قال: (أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول ُ له من أمرنا يسراً )[الكهف:87] وأقام مدة ، ضرب على يد الظالم ، ونصر المظلوم أخذ بيد الضعيف، وأقام عمود العدل ، ونشر لواء الصلاح . ثم بدا له أن يثنى عنان عزمه إلى الشرق، فسار غازياً مجاهداً ، منصوراً موفقاً ، حسن الطالع ،مظفراً ، حتى انتهى في سيره إلى غاية العمران في الارض ، وهناك وجد أقواماً تطلع، الشمس عليهم، ولكن ليس فيهم بيوت تسترهم ،أو أشجار تظلهم ، اعلهم كانوا على حال من الفضى ، ونصيب من الجهل .. فبسط على بلادهم لواء حكمه، وأضاء عليهم بنور علمه ورأيه ، وخلفهم إلى الشمال غازياً مجاهداً مظفراً منصوراً حتى انتهى إلى بلاد بين جبلين ، يسكنها أقوام لا تكاد تعرف لغتهم ، أو يفهم في حديث مرماهم، ولكنهم قد جاوروا يأجوج ومأجوج ، وهم قوم في الارض مفسدون، وأوازع من الخلق ضالون ومضلون. وما إن رأوا ذا القرنين ملكاً قوي البأس ، شديد المراس ، واسع السلطان كثير الأعوان، حتى فزعوا إليه أن يقيم سداً بينهم وبين جيرانهم ، يفصل بلادهم ويحول دون عدوانهم ، إذ كان يأجوج ومأجوج قوماً قد ركب الشر في نفوسهم جبلة، وامتزج الفساد بين جوانبهم خلقة ، السيف لا يمكنه أن يردعهم، والنصح محال أن ينفعهم، و شرطوا على أنفسهم نوالا يدفعونه إليه ، وأموالاً يضعونها بين يديه ، ولكن ذا القرنين_ بما طبعه الله على الخير ، وما فطر على الصلاح ، وأعطاه الله من كنوز الأرض وخيراتها __ أجابهم إلى سؤالهم ، ورد عطاءهم ، قال لهم : (ما مكني فيه ربي خير ) [ الكهف:95 ] ثم طلب إليهم أن يعينوه على ما يفعل ، ويساعدوه على ما يصنع فحشدوا له الحديد والنحاس ، والخشب والفحم ، فوضع بين الجبلين قطع الحديد و حاطهم بلفحم والخشب ، ثم أوقد النار ، وأفرغ عليه ذائب النحاس ، واستوى كل ذلك بين الجبلين سداً منيعاً قائماً ، ما استطاعت يأجوج ومأجوج أن تظهره لملاسته أو تنقبه لتانته ، وأراح الله منهم شعباً كان يشكو من أذاهم ، ويأ لم من عدوانهم . أما ذو القرنين فإنع لما رأى السد منيعاً حصيناً .. هتف في قرارة نفسه قائلاً : (هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاٌ ) [ الكهف :98] . .................................................. ...................................... (((موضوع غير منقول ))) مع تحياتي
آخر تعديل salam يوم
05-08-2012 في 11:13 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|