1-بحس المتذوق أريدك أولا أن تشعر بما سأقوله لك

برجع بذكر :اتبع نمط محدد و راجع اعلان افتتاح القسم الجديد

بحس المتذوق أريدك أولا أن تشعر بما سأقوله لك

أسمع مني بتركيز و استرخاء هذه الكلمات ، و التي اقسم بكل ثقة أنها كلمات النجاح ، والتميز ، و التغيير ، وقبل ذلك الرضى السكينة ، افهمها و كن صادقا مع ذاتك ، و انا أعلم انك جاد ، وانك صاحب همة ، فحرصك على قراءة دورتي يعكس اهتمامك و جديتك و بحثك الفعلي عن النجاح و التميز ، وقد لا ينقصك إلا التوجيه السليم ، وإذا كنت سابقا تشكوا من الكسل أو التهرب من أعمالك ، أو شدة التذمر الدائم منها أو من بطئك في أنجازها ، فستكف عن ذلك بعد قراءتك لدورتي ، لأنك بعد قراءة دورتي حين تضع نفسك في تخصص أو عمل صحيح يناسبك ستستمتع فيه ، و لن تشعر بالملل أو الكسل ، ولن تتذمر من قضاء ساعات طويلة فيه ، و اعلم أيها القارئ أن ما سأقوله لك بسيطاً و منطقياً و ممتعاً ، وستشعر برنين ما كتبته لك في أوقات متعددة ، حتى بعد أن تنتهي من قراءة مادتي .

أقول لكم أيها القراء :

يا أيها الطموح في حياتك ، يا أيها الحائر على بوابات ميادين التعلم أو العمل لا تدري أين تذهب ، يا من يتخبط بين كلام فلان و فلان ولم يعرف ما الذي يرده من نفسه إلى الآن ، يا من قد سلكت درباً وجدت أنك غير مقتنعا بأدائك و مكانك فيه ، أو وجدت أنك تزحف فيه زحفا مملا أو لا تشعر بالسعادة في مجالك الحالي ، أيها الطبيب و أيها العامل ، وأيها الموظف و أيها العاطل ، يا كل من يبحث عن ذاته .

أولا:

صفي ذهنك ، وضع ذاتك مستقلة عن آراء الآخرين تماما، وتعال لنفكر معا ، ونتفق على أمر أساسي نعيد برمجتنا على ضوئه من جديد ، وهو:

إن الكون الذي نعيش فيه هو خليط من تراكيب تتفاعل و تتعايش وفق قوانين و معادلات ثابتة يعلمها خالق الكون جل في علاه و من أكرمه الله بعلمها ، وإن كل شيء وكل أمر له قوانين و أسرار، من يحسن فهمها فقد أحسن التمكن من أمره الذي قصد ، فالنجاح و التميز في أي جانب يحتاج إلى فهم لقوانينه و سننه و أسراره لنحسن عمله و تطبيقه ، و اعلم أن من نجحوا أو ينجحون هم من مضوا وفق هذه المعادلات سواء تعلموها من احد أو طبقوها بعفوية فأخذوها مع الخبرة .

وإن أحد قوانين الكون المؤدية للنجاح ، هو :(إن كل مخلوق مسخر لما خلق له ) ، فكما أن الماء لا يودي ما توديه النار ، وكما أن النار لا تؤدي ما يقوم به الماء ، أيضا لا ينجح و لا يتميز في أمر من لم يسخر له ، ولم يملك حبه و مقاومته التي يتطلبها و لم يتذوق متعته ، أذا لنتفق أن الخطوة الأولى للبحث عن ذاتك هي أن تعرف وتكتشف الميدان الذي خلقت من أجله ، وتنسجم شخصيتك و روحك و جسدك و عقلك و قدراتك معه ، ثم بعد ذلك تعلم مهارات ذلك الميدان و ستجدها ممتعة لك وستحقق ذاتك فيها تعلما وعملا ، و بقدر ما ستبذل وقتك فيه بمتعة بقدر ما ستسجل نجاحا يشهد لك الكون به ، فتحقق من خلاله رخاءك المادي .

وأذكرك بقاعدة تقول : حتى تصل إلى ثراء باهر ، عليك أن تقدم خدمة و سلعة مميزة على مستوى السوق ، لذلك أقول لك إعلم انك أنت أول منتج عليك أن تحسن تكوينه لتنجح في تسويقه و تحقق طموحاتك .

وكما أن السعي إلى الرزق سنة كونية لا تتبدل ، فالسعي إلى معرفة الميدان الملائم لك والذي يحقق لك وجودك بقوة هو جزء من السعي إلى ذلك الرزق ، لتحقق رخاءك بإذن الله من حيث تعلم لا من حيث لا تعلم.

وصدقني أيها القارئ إنه لا يفصلك عن النجاح الباهر المتميز سوى أن تعرف صفات شخصيتك ، ونقاط قوتك و مواهبك لتنطلق منها و تخطط على ضوئها مسار حياتك ، وبعدها ستبقى المسألة مسألة وقت تعمل فيه لتنجز و تصل إلى أهدافك التي تريد .

فكر بعقلك و تحرر من اختيارات غيرك ، من قد يعرضون عليك ما لا يعنيك ، أنك لن تعيش في الدنيا إلا حياة واحدة ، وأنك لن تعيش إلا عمراً واحداً و ليس عمرين ، فابحث عن ما يناسبك و يسعدك أنت ، و اختر العمل و المجال الذي يلاءم قدراتك و نوعية شخصيتك ، والذي يسرك و يسعدك ، فإنك حين تسعد بنجاح أمر تحبه و تعشقه و تتقنه ، ستجد سروراً يغمرك من كل جانب ، و يثلج صدرك ، و يكسوك بالرضى ، وسيغلب طعم متعتك و سرورك و نجاحك ما ستواجهه من جهد و إرهاق و تعب فطري موجود في كل مجال و عمل ، بينما نجاحك في أمر لا يعجبك أو مجال لا يسرك سيسر جانباً واحداً فيك ، و هو مجرد السرور بتحقيق نجاح تسمع بسببه المديح من غيرك بينما قد لا يحقق لك الرضى مع ذاتك ، ثم قد تتخلى عنه يوماً ما بقناعتك و اختيارك وسط استغراب من شكرو لك نجاحك السابق الذي قد تراه أنت جافاً و قد تندم على أضاعه وقتك فيه ، و قد لا تنجح أصلا في أمر لم يكن يناسبك يوماً ، و لم يكن الله قد خلقك من أجله.

يقول د. عائض القرني في مقتطفات اخترتها لك من كتابه (حتى تكون أسعد الناس):

*ألزم الموهبة التي عطيتها ، والعلم الذي ترتاح له ، ولرزق الذي فتح لك ، والعمل الذي يناسبك.

* أذا استغرقت في العمل المثمر بردت أعصابك ، وسكنت نفسك ، وغمرك فيض من الاطمئنان .

*لم نفسك على التقصير( و أضيف أنا لمها إن كانت في طريق خطأ) ولا تلم أحداً فإن عندك من العيوب ما يملأ الوقت إصلاحه ، فاترك غيرك.

*تعود على عمل الأشياء السارة . وانس الأمور التي لا تسعدك.

* أذا شربت الماء الساخن قلت الحمد لله بكلفة ، و أذا شربت الماء البارد قال كل عضو فيك الحمد لله.

*لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك ، ولا تظن أن الناس يهمهم أمرنا ، إن زكاما يصيب احدهم ينسيهم موتي و موتك (لهذا أقول أنا لك : لا تعير للآخرين اهتماما أكثر مما ينبغي فتدمر حياتك و سعادتك لتعيش حياة ترضي غيرك ولا ترضيك ، بل قد يؤسفك لو علمت لأنهم لو كانوا مكانك ربما لم يقبلوا لأنفسهم ما أنت فيه ، وأنت تقبله لنفسك الآن بسببهم، لا تعطي محبي ترديد الأسطوانات الفارغة اهتماما ، محبي الانتقاد الذي لا يحمل قيمة ، و الذي لا يأتي منه نفع ، ولا يتعدى كونه ثرثرة جوفاء ، الذين ينسونك بعد حديثهم بلحظات ، بينما يلازمك نجاحك الذي تختاره بنفسك طوال عمرك).

*أنت الذي تلون حياتك بنظرك إليها ، فحياتك من صنع أفكارك ، فلا تضع نظارة سوداء على عينيك ( وأضيف أنا لك : و لا تلبس نظارة غيرك فتقرر مصيرك بعين غيرك و كن صارما فيما تعتقد بصحته بعد دراسته جيداً).

*لا تتخذ قراراً حتى تدرسه من كافة جوانبه ، ثم استخر الله و شاور أهل الثقة ، فإن نجحت فهذا المراد وإلا فلا تندم.

*لن تسعد بالسفر من بلد إلى بلد و همك معك ، لكن انتقل من شعور إلى شعور لتجد سرورك .(لهذا أنصحك: لا تتهرب من الخطأ بطريقة خطأ، فتزيد معاناتك ، فلا تظن أن الجزء الهام من سعادتك سيتحقق من سفر أو زواج ، أو غيرهما ، إنها أولا في تحقيق ذاتك قبل كل شي آخر ، وانك حينما تحاول الهرب باختلاق الأعذار الكثيرة و الواهية ، إنما يدل ذلك فعلا على عدم تحقيق ذاتك و سعادتك ، و إنتاجك ، وقد يعكس ذلك وجودك في تخصص أو عمل خاطئ. صحيح أن شريك الحياة الصالح زوجاً كان أو زوجة يحقق لك كنزاً لا تحصل عليه من سواه ، إلا انه لا يملك أحدكما أن يجعل من الآخر محباً لعمل في مجال لم يكن قد خلقه الله ليكون فيه. فلا تتوهم أن أحداً في هذا الكون سيحقق لك ما تعجز أنت عن تحقيقه لنفسك ، كما لا تظن أن المال يمكن أن يجعل منك محباً و منتجاً في عمل لا يناسبك ).

انتهى كلامه حفظه الله ، وانتهت إضافتي عليه.

ثم أيها القارئ إن قيل أن السعادة مرتبطة حتما بالقناعة ، فإني أقول : إننا نعلم أن القناعة و الإيمان هما مخ السعادة ، ولكن علينا أن نعلم أن القناعة لا تعني الكف عن البحث عن النجاح المرضي للنفس ، إن القناعة تتحقق بعد أن نبذل كل ما نستطيع لنرتب حياتنا و نحقق نجاحنا ، بعدها فلنسعد بالقناعة حتى لو لم نحقق كل ما طمحنا أليه ، دام أننا فعلنا كل ما بوسعنا فلا اعتراض ، لكن ليست القناعة أن أهمل و أخمل أو أخطط خطاً أو أسلك درباً ليس لي ثم أفشل أو أحقق نجاحا وهميا ، ثم أقول سعيد لأنني قنوع.

اذاً أولا إبحث عما يناسبك و سأسعدك في ذلك ، ولا تنس دائما أن ترطب حياتك بذكر الله و صلواتك ، فهي تقيك الملل من عملك ، وهي زاد روحك الذي لا غنى لك عنه في عيشك.

سأعينك لتعرف ما يناسبك من الميادين ، سأرسم لك معالماً تنطلق منها على شكل إرشادات و نصائح لن تجدها عند كثير من الناس ، ستشكرني عليها .