#1
|
|||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الجاهليه من بعثها من مرقدها
توالت التوجيهات النبوية محذرة من العصبية الجاهلية بشتى أنواعها، وهي تحذيرات مخيفة ترهب الذين يخشون ربهم ويخافون وقوفهم بين يديه.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لِعَصَبَةٍ أو يدعو إلى عَصَبَةٍ أو ينصر عَصَبَةً فقتل فقتْلةٌ جاهلية)، وفي رواية عند مسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات ميتة جاهلية ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعَصَبَة ويقاتل للعَصَبَة فليس من أمتي). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ)(رواه أبو داود وحسنه الألباني)، وروى أبو داود بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (مَنْ نَصَرَ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الَّذِي رُدِّيَ فَهُوَ يُنْزَعُ بِذَنَبِهِ)(رواه أبو داود، وقال الألباني صحيح موقوفاً ومرفوعاً). إن التجمع والتناصر على أساس العصبية الجاهلية يناقض أصول الإسلام وتعاليمه. إن المسلم الذي آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، يمتلئ قلبه بحب الله -تبارك وتعالى- وحب الذين يحبهم الله -جلا وعلا-، وبغض الذين يبغضهم، فهو يوالي أحباب الله ويناصرهم ويبغض أعداء الله ويعاديهم. إن الموقف الذي يجب على المسلم أن يقفه من قومه إن تنكبوا الطريق وخالفوا الدين الذي جاءهم من عند الله، هو موقف إبراهيم -عليه السلام- والذين آمنوا معه: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتحنة:4). إن التجمع الذي يريده الإسلام ويرتضيه هو الاجتماع على الإسلام، فالإسلام يصلح القلوب والنفوس ويشكل من المؤمنين به أمة واحدة تتراص صفوفها حتى تشكل بناءً واحداً هو دولة الإسلام، وتصبح أمة الإسلام كالجسد الواحد الذي تسري فيه روح واحدة والمسلمون يتناصرون ويوالي بعضهم بعضاً بالإسلام وبه يرحم بعضهم بعضاً ويعاون بعضهم بعضاً، فهم يد على من سواهم كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه. إن ميزان التفاضل لا يعود في الإسلام إلى الأجناس والألوان والأقاليم، بل يعود إلى التقوى والصلاح (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات:13)، وهو ميزان عالمي إلهي رباني، ولقد صهر الإسلام الأجناس والشعوب والقبائل في بوتقة واحدة على الرغم من اختلاف ديارهم ولغاتهم وألوانهم، وشكلوا جميعاً دولة واحدة يحكمها حاكم واحد يقودها بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. لقد رسم لنا القرآن طريق الخلاص من دنس العصبية بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، والمناداة بالعصبية تنافي الاعتصام بحبل الله، وهي في الوقت نفسه دعوة إلى الفرقة والاختلاف وردة إلى الجاهلية الأولى، حيث جعلت العصبية الأمة الإسلامية أمة متعادية، وقد ذكَّرنا الله بحالهم تلك محذراً من عودتنا إليها (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً). فليعلم المسلمون أن رفعهم لراية العصبية يذلهم ويضعفهم ويسلط أعداؤهم عليهم، وهاهي الأحداث شاهدة على صدق ما نقول. نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يؤلف بين قلوبنا، وينزع الغل والحقد والحسد والضغينة من صدورنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
07-17-2010, 06:56 AM | #2 |
|
اللهم آمييين
بوركت يداكِ عبورة وبارك الله فيك دمتي بخير |
|
07-28-2010, 10:12 AM | #3 |
|
شكرا لالك عبورة
وجعلو بميزان حسناتك |
|
08-10-2010, 10:22 PM | #4 |
|
الله يجزاكي ألف خير يالغلا
الف شكر لكي على المجهود الأكثر من رائع تقبلي مرووووووري |
|
10-31-2010, 03:12 PM | #5 |
|
بسمه
ياسمين ملك الغرام يشكركم لتواصلكم |
|
07-01-2011, 09:33 AM | #6 |
|
جزاكِ الله الف خير وجعله بميزان حسانتك
دمت بخير وعافية |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محمد, مخيفة, أنواع, أكثر, الأم, المسلمون, الله, اللهم, الذي, الحمد لله, الدين, العالم, الفرق, الواحد, النبي, الوقت, القلوب, تصبح, جميع, دعوة, دولة, صحيح, عليه, عليهم, واحد, واحدة, وسلم, نقول, طريق, قدها, كتاب |
|
|