عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2016, 11:38 AM   #15


الصورة الرمزية quiet rose
quiet rose غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4134
 تاريخ التسجيل :  Sep 2013
 أخر زيارة : 06-28-2022 (11:19 PM)
 المشاركات : 3,499 [ + ]
 التقييم :  6991
 معدل التقييم : quiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond repute
 مزاجي
 SMS ~
يهونهآ آلكريم من فوق سآبع سمآ..ّ!
لوني المفضل : Darkorchid
عدد الترشيحات : 8
عدد المواضيع المرشحة : 7
رشح عدد مرات الفوز : 4
شكراً: 1,687
تم شكره 1,816 مرة في 1,191 مشاركة
افتراضي رد: المتمردة..مليكة مقدم ..~



روايتها "أدين بكل شيء للنسيان" ترصد الجزائرية مليكة مقدم المتغيرات الاجتماعية والسياسية بالجزائر بعد الاستقلال، وما أفرزته من ظواهر اجتماعية سلبية وتأثيراتها على حياة الناس، وعبر ومضات لذاكرة البطلة المثقلة تظهر الشروخ والتداعيات الخطيرة التي خلفتها التحولات السياسية حتى "العشرية السوداء".
تحضر في نسيج الرواية آثار تلك التحولات التي أنتجت نوعا جديدا من العنف، جاوز العنف المتراكم على النساء والأطفال، ليمس فئات وشرائح كبرى، وظل في اتساع خطير أنذر بتفتيت مفجع ما يزال متفعلا حتى الآن في بعض المناطق الجزائريّة. وتصوّر مقدّم من خلال شخصيّة بطلتها "سلوى مفيد" تلك الأوضاع وحالات قهر النساء في مجتمعات تراها منغلقة.
رهينة المآسي
في روايتها -التي ترجمها السعيد بوطاجين ونشرتها الدار العربيّة للعلوم ناشرون- تمنح مقدم لبطلتها فرصة التعبير عن ذاتها وعالمها.
فتعود الطبيبة سلوى مفيد بذاكرتها إلى الماضي الذي ظلت تجاهد للتخلص منه ونسيانه، لكن النسيان يعاندها، لتبقى رهينة المآسي التي رأتها وتعرضت لها في الصحراء -حين كانت طفلة- ومن ثم في مراحل تالية، قبل أن تنتقل إلى الدراسة في باريس والإقامة فيها.
في أحد مشافي باريس، تحتضرامرأة غريبة أمام الطبيبة، ثم يكون مشهد تكفينها التالي باعثا على اشتعال ذاكرة سلوى مفيد، وهي تستدعي مشاهد حفرت عميقا في ذاكرتها. إذ ترى فيها مشهد طفل في قماطه تمّ خنقه وتكفينه ودفنه. وتكون تلك الحادثة مؤذية لسلوى التي لم تستطع البرْء من حالتها القاهرة حين كانت طفلة وشاهدت خنق أحد أطفال عائلتها على يد خالتها.
حادثة رؤية سلوى لخالتها "زهية" وهي تخنق المولود الذي كان سيشكل عارا على العائلة، ترسخت في ذاكرتها، وغيرت حياتها، هامَت بعدها على وجهها، ووصُفت في تيهها وهروبها بـ "الهرّابة الصغيرة" وظل توصيف الهرّابة ملازما لها حتّى بعد أن كبرت.
تعود سلوى بعد عقود لتسترجع ما كان وتنبش في خلفيّاته وتستجلي الظروف المحيطة به، وكأنها بصدد إجراء محاكمة "كافكاوية" لأمها وخالاتها وأهلها جميعا، لكنها تكتشف أن الزمن الذي يجدر به أن يداوي، يظل كاويا حارقا للقلوب والأرواح معا.
تشتري سلوى صمت ذويها بما تهبهم من أموال، مما يدفعهم إلى غض النظر عن تحرّرها، وحين تسأل أمها عن ملابسات الموضوع في مواجهة تظن بأنها ستحطم كل شيء، تبوح لها أمها بما تكتمت عليه طويلا، وتخبرها بأنه لم يكن لديهم أي خيار آخر لتلافي الفضيحة في مجتمع منغلق، وأقدموا على ما يجب أن يكون. تحكي الأم القصة بنوع من التبسيط ودون أي شعور بالإثم، وكأن التضحية بطفل وليد من أهون الأمور المتوقعة قياسا لهول ما يجري.
**كافكاويه:
“ومن الناس من يولد بعد الممات”، يقول نيتشه مفسرًا لما قد لا يحظى كاتب ما، مبدع وذكي، بالتقدير الكافي في حياته؛ فمثل هذا الكاتب، بحسبه، لا يزال قراؤه الحقيقيون في ظهر الغيب؛ إذ إن أفكاره (وأسلوبه) تقع في ما وراء اللحظة التاريخية التي يعيش فيها، إنه كاتب قد ظهر قبل الأوان، وفقط عندما يجيء أوانه يتم اكتشافه مرة ثانية، ولكن باحتفاء يليق به هذه المرة. بالطبع يصدق هذا الكلام في حق نيتشه، فلقد كان يتحدث عن نفسه في واقع الأمر. ولكن، لو ثمة كاتب آخر قد ولد حقًا بعد مماته فسيكون هو كافكا؛ فحتى مات كافكا (في الأربعين من عمره عام 1924) لم يكن أحد يسمع به. ولكن، بعد ذلك، بعد الممات، سيحظى باهتمام لا مثيل له؛ فلا يوجد أحد في تاريخ الأدب تقريبًا (لو استثنينا شيكسبير) تم العكوف على مبدَعه بهذا القدر من الاهتمام، كم مهول من الدراسات النقدية والأطروحات الأكاديمية انشغلت بتحليل نصوص كافكا وتفسيرها حتى تشكل منها مع الوقت ما يُعرف بـ”الكافكولوجي” (علم الكافكاوية) و”الكافكولوجين” (علماء الكافكاوية) الذين ذهبوا بأدب كافكا كل مذهب.
أيضًا، وحده كافكا من بين كل الشعراء اُشتق من اسمه وصفٌ يطلق بشكل عمومي بعيدًا عن كافكا وأعماله على القصص والمواقف؛ فنقول هذه حكاية كافكاوية وهذا وضع كافكاوي، بل صار هذا الوصف يُطلق على هذا العالم بأجمعه، فيُقال هذا عالم كافكاوي. أية دلالة لهذا الاشتقاق؟ وما معنى أن نطلق وصف الكافكاوية على شيء ما؟ يعني ذلك أنه ثمة أوضاعًا معينة عندما نريد أن نحدد كنهها لا نجد كلمة أدق من كلمة كافكاوي لفعل ذلك. والمقصود أن هذه الأوضاع تنتمي تمامًا للأوضاع التي حللها كافكا في مختلف أعماله. هنا لا يتم فهم نص أدبي من خلال واقع ما، كما هي العادة في تاريخ الأدب، وإنما ما يحدث هو العكس تمامًا: أن نحاول فهم العالم من خلال نصوص كافكا، وهذه تحديدًا واحدة من خصوصيات مبدَع كافكا الأساسية، أنه بالرغم من الطابع الخيالي والعجائبي تمامًا الذي تنبني عليه أعمال كافكا، بحيث لا يكون بوسعنا إطلاقًا أن نقول إنها أعمال واقعية؛ إلا أنها وبصورة مفارقة نجد فيها تعبيرًا أمينًا (وجماليًا طبعًا) عن الحياة في زمن حديث، تعبيرًا قد لا نجد له نظيرًا في أية كتابات سياسية أو سوسيولوجية حديثة.


 
 توقيع : quiet rose

`.. đяeαм - life ..~

هبووشه


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ quiet rose على المشاركة المفيدة:
 (02-24-2016),  (03-02-2016)