عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2011, 09:55 PM   #11



الصورة الرمزية أبتسامة أمل
أبتسامة أمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 543
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : 01-29-2024 (11:03 PM)
 المشاركات : 8,275 [ + ]
 التقييم :  5309
 معدل التقييم : أبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond repute
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
عدد الترشيحات : 4
عدد المواضيع المرشحة : 2
رشح عدد مرات الفوز : 2
شكراً: 861
تم شكره 1,107 مرة في 612 مشاركة
افتراضي



9- معلقة النابغة الذبياني توفي سنة 18 قبل الهجرة



يا دارَ ميَّةَ بالعَلياءِ فالسَّندِ
أقوَت وطالَ عليها سالِفُ الأبَدِ
وقفتُ بها أصَيلاً كي أُسائلَها
عيَّت جَواباً وما بالرَّبع من أحدِ
إلاّ الأَوارِيَّ لَأياً ما أبيّنُها
والنُؤيَ كالحوضِ بالمظلومةِ الجلَدِ
رَدّت عليهِ أقاسيهِ ولَبَّدَهُ
ضَربُ الوَليدَةِ بالمِسحاةِ في الثَّأَدِ
خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحْبِسُهُ
ورفَّعَتهُ إلى السَّجفَين، فالنَّضَد
أَمْستْ خَلاءً، وأَمسَى أَهلُها احتَمَلُوا
أَخْنى عَليها الّذي أَخْنى على لُبَدِ
فَعَدِّ عَمَّا ترى، إذ لا ارتجاعَ لهُ
وانْمِ القُتُودَ على عيْرانَةٍ أُجُدِ
مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَّحضِ، بازِلُها
له صريفٌ، صَريفُ القَعْوِ بالمَسَدِ
كأَنَّ رَحْلي، وقدْ زالَ النَّهارُ بنا
يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ
مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ، مَوْشِيٍّ أَكارِعُهُ
طاوي المصيرِ، كسيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
سَرتْ عليهِ، مِنَ الجَوزاءِ، ساريَةُ
تَزجِي الشَّمَالُ عليهِ جامدَ البَرَدِ
فارتاعَ مِنْ صَوتِ كَلَّابٍ، فَبَاتَ لَهُ
طَوعَ الشَّوَامتِ منْ خوفٍ ومنْ صَرَدِ
فبَّهُنَّ عليهِ، واستَمَرَّ بهِ
صُمْع الكُعُوبِ بَريئاتٌ منَ الحَرَدِ
وكانَ ضُمْرانُ مِنهُ حَيثُ يُوزِعُهُ
طَعْنَ المُعارِكِ عندَ المُحْجَرِ النَّجُدِ
شَكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى، فأننفذها
طَعْنَ المُبَيطِرِ، إذْ يَشفي من العضَدِ
كأَنَّه، خارجا منْ جنب صَفْحَتِهِ
سَفّودُ شِرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأَدِ
فَظلّ يَعْجُمُ أَعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً
في حالِكِ اللّنِ صَدْقٍ، غَيرِ ذي أَوَدِ
لَمَّا رَأَى واشِقٌ إِقعَاصَ صاحِبِهِ
ولا سَبيلَ إلى عَقْلٍ، ولا قَوَدِ
قالتْ لهُ النَّفسُ: إنِّي لا أرَى طَمَعاً
وإنَّ مولاكَ لَمْ نَسلَمْ، ولَمْ يَصِدِ
فتلكَ تُبْلغُني النُّعمانَ، إنَّ لهُ فَضلاً
على النّاس في الأَدنى، وفي البَعَدِ
ولا أَرى فاعِلاً، في النّاس، يُشبهُهُ
ولا أُحاشي، منَ الأَقوامِ، من أحدِ
إلَّا سُليمانَ، إذْ قالَ الإلهُ لهُ
قُمْ في البَريَّة، فاحْدُدْها عنِ الفَنَدِ
وخيّسِ الجنّ! إنِّي قدْ أَذنتُ لهم
يبنونَ تدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعمدِ
فمن أطاعكَ، فانفعهُ بطاعتهِ
كما أطاعكَ، وادلُلهُ على الرَّشَدِ
ومن عصاكَ، فعاقبهُ معاقبةً
تنهى اللظَّلومَ، ولا تقعد على ضَمَدِ
إلَّا لمثلكَ، أو من أنت سابقُهُ
سَبقَ الجوادِ، إذا اشتولى على الأَمَدِ
أعطى لفارهةٍ، حُلوٍ توابعها
من المواهبِ لا تُعطى على نَكَدِ
الواهِبُ المائَةِ المَعْكاءِ، زَيَّنها
سَعدانُ تُضِحَ في أَوبارِها اللِّبَدِ
والأُدمَ قدْ خُيِّستْ فُتلاَ مَرافِقُها
مشدودةَ برحالِ الحيرةِ الجُدُدِ
والرَّاكضاتِ ذُيولَ الرّيْطِ، فانَقَها
بَرْدُ الهواجرِ، كالغِزْلانِ بالجَرَدِ
والخيلَ تمزَعُ غرباً في أعِنَّتها كالطَّيرِ
تنجو من الشّؤبوبِ ذي البَرَدِ
احكُمْ كحُكمِ فتاةِ الحيِّ، إذْ نظرَت
إلى حَمامِ شِراعٍ، وارِدِ الثَّمَدِ
يَحُفّهُ جانبا نيقٍ، وتُتْبِعُهُ
مِثلَ الزُّجاجةِ، لم تُكحَل من الرَّمَدِ
قالت: ألا ليتما هذا الحمامُ لنا
إلى حمامتنا ونصفُهُ، فَقَدِ
فحَسَّبوهُ، فألفوهُ، كما حَسَبَتْ
تِسعاً وتسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ
فكمَّلَتْ مائَةً فيها حَمامَتُها
وأسرعت حِسبةً في ذلك العَددِ
فلا لَعمرُ الذي مسَّحتُ كعبَتَهُ وما
هُريقَ، على الأَنصابِ، من جَسَدِ
والمؤمنِ العائذاتِ الطَّيرَ، تمسحُها
رُكبانُ مكَّةَ بينَ الغيْلِ والسَّعَدِ
ما قُلتُ من سيّءٍ ممّا أُتيتَ بهِ
إذاً فلا رفَعَتْ سوطي إلىَّ يدي
إلاّ مَقالة أقوامٍ شقيتُ بها
كانتْ مقالَتُهُم قرعاً على الكبِدِ
إذاً فعاقَبَني ربّي مُعاقَبةً
قَرَّتْ بها عينُ من يأبيكَ بالفَنَدِ
أُنبئتُ أنَّ أبا قابوسَ أوعدّني
ولا قَرارَ على زأرٍ من الأسَدِ
مهلاً، فداءٌ لك الأقوامُ كلّهُمُ
وما أثَمّرُ من مالٍ ومن ولدِ
لا تقْذِفَنّي بُركْنٍ لا كِفاءَ له
وإن تأثّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ
فَما الفُراتُ إذا هبَّ الرِّياحُ له
ترمي أواذيُّهُ العِبْرينِ بالزَّبدِ
يمُدّهُ كلّ وادِ مُتْرَعٍ، لجبٍ
فيه رِكامٌ من الينبوبِ والخَضَدِ
يظلُّ من خوفِهِ، الملاَّحُ مُعتَصِماً
بالخَيزُرانَة، بعد الأينِ والنَّجَدِ
يوماً، بأجوَدَ منهُ سيْبَ نافِلَةٍ
ولا يَحولُ عطاءُ اليومِ دونَ غدِ
هذا الثَّناءُ، فإنْ تسمع به حَسَناً
فلمْ أُعرِّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفدِ
ها إنَّ ذي عِذرَة إلَّا تكن نَفَعَتْ
فإنَّ صاحبها مشاركُ النَّكَدِ



الشرح

1- يا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ = أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ
(العَلْيَاءُ): مُرْتَفَعٌ مِن الأرضِ.قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: قالَ: (بالعَلْيَاءِ)، فجاءَ بالياءِ؛ لأنَّهُ بَنَاهَا على: عَلِيتُ.و(السَّنَدُ): سَنَدُ الوادي في الجبلِ، وهوَ ارتفاعُهُ حيثُ يُسْنَدُ فيهِ؛أيْ: يُصْعَدُ.و(أَقْوَتْ): خَلَتْ مِنْ أَهْلِها.و(السَّالِفُ): المَاضِي.و(الأَبَدُ): الدَّهْرُ.
2- وَقَفْتُ فِيهَا أَصِيلاً كَيْ أُسَائِلَهَا =عَيَّتْ جَوَاباً ومَا بالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ
ويُرْوَى: (وَقَفْتُ فِيهَا طَوِيلاً كَيْ أُسَائِلَهَا). ويُرْوَى: (أُصَيْلاناً) و(أُصَيْلالاً). فمَنْ رَوَى: (أَصِيلاً) أَرَادَ: عَشِيًّا. ومَنْ رَوَى: (طَوِيلاً) جازَ أنْ يكونَ معناهُ: وُقُوفاً طويلاً، ويَجُوزُ أنْ يكونَ معناهُ: وقتاً طويلاً. ومَنْ رَوَى (أُصَيْلاناً) ففيهِ قولانِ: أَحَدُهما: أنَّهُ تصغيرُ أُصْلانٍ، وأُصْلانٌ جَمْعُ أَصِيلٍ، كما يُقَالُ: رَغِيفٌ ورُغْفَانٌ.
والقولُ الآخَرُ: أنَّهُ بمنزلةِ قولِهم: على اللَّهِ التُّكلانُ، وبمنزلةِ قولِهم: غُفْرَانٌ.وهذا القَوْلُ الصحيحُ، والأوَّلُ خَطَأٌ؛ لأنَّ أُصْلاناً لا يَجُوزُ أنْ يُصَغَّرَ إلاَّ أنْ يُرَدَّ إلى أَقَلِّ العَدَدِ، وهوَ حُكْمُ كلِّ جمعٍ كثيرٍ.
وقولُهُ:(عَيَّتْ) يُقَالُ: عَيِيتُ بالأمرِ؛إذا لم تَعْرِفْ وَجْهَهُ.وقولُهُ: (جَوَاباً) منصوبٌ على المصدرِ؛ أيْ: عَيَّتْ أنْ تُجِيبَ وَمَا بها أَحَدٌ. و(مِن) زائدةٌ.
3- إِلاَّ أَوَارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُهَا = والنُّؤْيُ كَالْحَوْضِ بِالْمَظْلُومَةِ الْجَلَدِ
ويُرْوَى: (إلاَّ أَوَارِيُّ)، والنصبُ أَجْوَدُ. والأَوَارِيُّ والأَوَاخِيُّ واحدٌ، وهيَ: التي تُحْبَسُ بها الخيلُ.و(اللأْيُ): البُطْءُ،يُقَالُ: الْتَأَتْ عليهِ حَاجَتُهُ. المعنى: بعدَ بُطْءٍ أَسْتَبِينُها.و(النُّؤْيُ): حَاجِزٌ مِنْ تُرَابٍ يُعْمَلُ حولَ البيتِ والخَيْمَةِ؛ لِئَلاَّ يَصِلَ إليهما الماءُ. وأصلُ الظُّلْمِ: وَضْعُ الشيءِ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ، فـ(المَظْلُومَةُ): الأرضُ التي قدْ حُفِرَ فيها في غَيْرِ موضِعِ الحَفْرِ. و(الجَلَدُ): الأرضُ الغليظةُ الصُّلْبَةُ مِنْ غيرِ حِجَارَةٍ.وإنَّما قَصَدَ إلى الجَلَدِ؛ لأنَّ الحَفْرَ فيها يَصْعُبُ، فيكونُ ذلكَ أَشْبَهَ شَيْءٍ بالنُّؤْيِ.
4- رَدَّتْ عَلَيْهِ أَقَاصِيهِ وَلَبَّدَهُ =ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بِالْمِسْحَاةِ فِي الثَّأَدِ
ويُرْوَى: (رُدَّتْ عليهِ أَقَاصِيهِ).وهذهِ الروايَةُ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ إذا قالَ: رُدَّتْ عليهِ أقَاصيهِ، فـ(أَقَاصِيهِ) في مَوْضِعِ رَفْعٍ، فأَسْكَنَ الياءَ؛ لأنَّ الضمَّةَ فيها ثَقِيلَةٌ.وإذا رُوِيَ: رَدَّتْ، فـ(أَقَاصِيهِ) في مَوْضِعِ نَصْبٍ، والفتحةُ لا تُسْتَثْقَلُ، فكانَ يَجِبُ أنْ تُفْتَحَ الياءُ.إلاَّ أنَّهُ يَجُوزُ إسكانُها في الضَّرُورَةِ؛ لأنَّهُ يُسْكَنُ في الرَّفْعِ والخَفْضِ، فأَجْرَى النَّصْبَ مُجْرَاهُمَا. وأَيْضاً فإنَّهُ إِذَا رُوِيَ: (رَدَّتْ) فَقَدْ أَضْمَرَ ما لم يَجْرِ ذِكْرُهُ،أَرَادَ: رَدَّتْ عليهِ الأَمَةُ، إلاَّ أنَّ هذا جائِزٌ كَثِيرٌ إذا عُرِفَ معناهُ. و(أَقَاصِيهِ): ما شَذَّ منهُ. و(لَبَّدَهُ): سَكَّنَهُ؛ أيْ: سَكَّنَهُ حَفْرُ الوليدةِ. و(الثَّأَدُ): المَوْضِعُ النَّدِيُّ التُّرابِ.
5- خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُهُ = ورَفَّعَتْهُ إلى السِّجْفَيْنِ فَالنَّضَدِ
(الأَتِيُّ): النَّهَرُ الصغيرُ.أيْ: خَلَّت الأَمَةُ سَبِيلَ الماءِ في الأَتِيِّ تَحْفِرُها.و(رَفَّعَتْهُ): ليسَ يُرِيدُ بهِ عَلَّتْ، وإنَّما معناهُ:قَدَّمَتْهُ وبَلَغَتْ بهِ، كما تَقُولُ: ارْتَفَعَ القومُ إلى السُّلْطَانِ. و(السِّجْفَانِ): سِتْرَانِ رقيقانِ يَكُونَانِ في مُقَدَّمِ البيتِ.و(النَّضَدُ): ما نُضِدَ مِنْ مَتَاعِ البيتِ.
6- أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُهَا احْتَمَلوا =أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
قولُهُ: (وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُوا) أرادَ: قَد احْتَمَلُوا.(أَخْنَى) فيهِ قولانِ: أحدُهما: أنَّ المعنى: أَتَى عليها.والقولُ الآخَرُ،وهوَ الجَيِّدُ: أنَّ المعنى: أَفْسَدَ؛ لأنَّ الخَنَا: الفسادُ والنُّقصانُ.
7- فَعَدِّ عَمَّا تَرَى إذْ لا ارْتِجَاعَ لَهُ = وانْمِ القُتُودَ علَى عَيْرَانَةٍ أُجُدِ
(فَعَدِّ عَمَّا تَرَى)؛ أيْ: جُزْهُ وانْصَرِفْ عنهُ؛ إذْ كانَ لا رُجُوعَ لهُ.يعني: ما تَرَى مِنْ خَرَابِ الدُّورِ. و(القُتُودُ): خَشَبُ الرَّحْلِ، وهوَ للجَمْعِ الكَثِيرِ.وفي القليلِ: أَقْتَادٌ. وحَكَى بعضُ أهلِ اللغةِ أنَّ الواحدَ قَتَدٌ. و(العَيْرَانَةُ): المُشَبَّهَةُ بالعَيْرِ؛ لِصَلابَةِ خُفِّها وشِدَّتِهِ. و(الأُجُدُ): التي عَظُمَ فَقَارُها.وقَالُوا: هيَ المُوَثَّقَةُ الخَلْقِ.
8- مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا =لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعُوِ بِالْمَسَدِ
(مَقْذُوفَةٌ)؛ أيْ: مَرْمِيَّةٌ باللَّحْمِ. و(الدَّخِيسُ) والدِّخَاسُ: الذي قدْ دَخَلَ بعضُهُ في بعضٍ، مِنْ كَثْرَتِه. و(النَّحْضُ): اللَّحْمُ، وهوَ جَمْعُ: نَحْضَةٍ. و(البازِلُ): الكبيرُ. و(الصَّرِيفُ): الصِّيَاحُ.والصَّرِيفُ من الإِنَاثِ مِنْ شِدَّةِ الإعياءِ، ومِن الذُّكُورِ مِن النَّشَاطِ. و(القَعُوُ):ما يَضُمُّ البَكْرَةَ إذا كانَ خَشَباً، فإذا كانَ حَدِيداً فهوَ خُطَّافٌ.ويُرْوَى: (لهُ صَرِيفٌ صَرِيفُ القَعُوِ) على الْبَدَلِ، والنَّصْبُ أَجْوَدُ.
9- كَأَنَّ رَحْلِي وقدْ زَالَ النهارُ بِنَا = بِذِي الجَلِيلِ علَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
(زالَ النَّهَارُ بِنَا) معناهُ: انْتَصَفَ. و(بِنَا) بمعنَى عَلَيْنَا. و(الجَلِيلُ): الثُّمامُ؛ أيْ: بموضِعٍ فيهِ ثُمَامٌ.و(المُسْتَأْنِسُ): الناظِرُ بِعَيْنِهِ.ومنهُ:{إِنِّي آنَسْتُ نَاراً}؛ أيْ: أَبْصَرْتُ.ومنهُ قِيلَ: إِنْسَانٌ؛ لأنَّهُ مَرْئِيٌّ.ويُرْوَى: (على مُسْتَوْجِسٍ)، وهوَ: الذي قدْ أَوْجَسَ في نَفْسِهِ الفَزَعَ، فهوَ يَنْظُرُ.
10- مِنْ وَحْشِوَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ = طَاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَُدِ
خَصَّ وَحْشَ (وَجْرَةَ)؛ لأنَّها فَلاةٌ، يُقَالُ: إنَّ فيها سِتِّينَ مِيلاً، والوَحْشُ يَكْثُرُ بها. ويقالُ: إنَّها قليلةُ الشِّرْبِ فيها. و(الْمَوْشِيُّ): الذي فيهِ ألوانٌ مُخْتَلِفَةٌ.وقولُهُ: (طَاوِي المَصِيرِ)؛ أيْ: ضَامِرُهُ. و(المَصِيرُ): المِعَى، وجمعُهُ مُصْرَانٌ، وجمعُ مُصْرَانٍ: مَصَارِينُ.وقولُهُ: (كسَيْفِ الصَّيْقَلِ)؛ أيْ: هوَ يَلْمَعُ.وقولُهُ: (الفَرَدُ)؛ أيْ: ليسَ لهُ نَظِيرٌ.
11- سَرَتْ عَلَيْهِ مِن الْجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ =تُزْجِي الشَّمالُ عَلَيْهِ جَامِدَ الْبَرَدِ
قولُهُ: (سَرَتْ عَلَيْهِ من الجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ) كمعنى قولِهم: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا. و(تُزْجِي): تَسُوقُ.و(جَامِدُ البَرَدِ): ما صَلُبَ منهُ.
12- فَارْتَاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فَبَاتَ لَهُ = طَوْعُ الشَّوَامِتِ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ
(ارْتَاعَ): فَزِعَ.وقولُهُ: (لَهُ)، الهاءُ في (لَهُ) عائدةٌ على الكَلاَّبِ، وإنْ شِئْتَ على الصَّوْتِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: المعنى: فباتَ لهُ ما أَطاعَ شَوَامِتَهُ من الخوفِ. وقالَ أبو عُبَيْدَةَ: المعنى: فباتَ لهُ ما يَسُرُّ الشوامِتَ.
ويُرْوَى: (طَوْعَ الشَّوَامِتِ).ومَنْ رَوَى هذهِ الروايَةَ فـ(الشَّوَامِتُ) عِنْدَهُ: القوائِمُ، يُقَالُ للقوائِمِ: شَوَامِتُ، الواحدةُ: شَامِتَةٌ.أيْ: فباتَ يَطُوعُ للشَّوَامِتِ؛ أيْ: يَنْقَادُ لها؛ أيْ: فَبَاتَ قائِماً.
13- فَبَثَّهُنَّ عَلَيْهِ واسْتَمَرَّ بِهِ = صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئاتٌ مِن الْحَرَدِ
(بَثَّهُنَّ): فَرَّقَهُنَّ.و(الصُّمْعُ): الضَّوَامِرُ،الواحِدَةُ: صَمْعَاءُ. و(اسْتَمَرَّ بِهِ)؛ أي: اسْتَمَرَّتْ بهِ قَوَائِمُهُ.و(الكُعُوبُ): جَمْعُ كَعْبٍ، وهوَ المَفْصِلُ مِن العِظامِ، وكلُّ مَفْصِلٍ مِن العِظَامِ: كَعْبٌ، عندَ العربِ. وأصلُ (الحَرَدِ): استرخاءُ عَصَبٍ في يَدِ البَعِيرِ مِنْ شِدَّةِ العِقَالِ، ورُبَّمَا كَانَ خِلْقَةً، وإذا كَانَ بهِ نَفَضَ يَدَيْهِ، وضَرَبَ بِهِمَا الأرضَ ضَرْباً شَدِيداً.
14- فَهَابَ ضُمْرَانُ مِنْهُ حَيْثُ يُوزِعُهُ = طَعْنَُ المَعَارِكِ عِنْدَ الْمُحْجَرِ النَّجُِدِ
ورَوَى الأَصْمَعِيُّ: (وكانَ ضُمْرَانُ مِنْهُ).ومَنْ رَفَعَ (طَعْنُ المَعَارِكِ) رَفَعَهُ بقولِهِ:(يُوزِعُهُ).و(ضُمْرَانُ): اسمُ كَلْبٍ. و(يُوزِعُهُ): يُغْرِيهِ.وقولُهُ: (منْهُ)؛ أيْ: مِن الثورِ.
15- شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَهَا = شَكَّ المُبَيطِرِ إذْ يَشْفِي مِن العَضَدِ
(الفَرِيصَةُ): المُضْغَةُ التي تُرْعَدُ مِن الدابَّةِ عندَ البَيْطَارِ. ويُرِيدُ بـ(المِدْرَى) قَرْنَ الثَّوْرِ؛ أيْ: شَكَّ فَرِيصَةَ الكَلْبِ بقَرْنِهِ. و(العَضَدُ): داءٌ يَأْخُذُ في العَضُدِ، يُقَالُ: عَضِدَ يَعْضَدُ عَضَداً.
16- كأنَّهُ خَارِجاً مِنْ جَنْبِ صَفْحَتِهِ = سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِنْدَ مُفْتَأَدِ
الهاءُ مِنْ (كَأَنَّهُ) تعودُ على (المِدْرَى). و(خارجاً) حالٌ، والخبرُ: (سُفُّودُ شَرْبٍ). و(المُفْتَأَدُ): المُشْتَوَى.
17- فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلَى الرَّوْقِ مُنْقَبِضاً = في حالِكِ اللَّوْنِ صَدْقٍ غَيْرِ ذِي أَوَدِ
(يَعْجُمُ): يَمْضَغُ.و(الرَّوْقُ): القَرْنُ. و(الحالِكُ): الشديدُ السَّوَادِ. و(الصَّدْقُ): الصُّلْبُ.و(الأَوَدُ): العَوَجُ.
18- لَمَّا رَأَى وَاشِقٌ إِقْعَاصَ صَاحِبِهِ = ولا سَبِيلَ إلى عَقْلٍ ولا قَوَدِ
(وَاشِقٌ): اسْمُ كَلْبٍ.و(الإِقْعَاصُ): الموتُ الوَحِيُّ، وَأَصْلُهُ مِن القُعَاصِ، وهوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الغَنَمَ لا يُلَبِّثُهَا حتَّى تَمُوتَ.
19- قَالَتْ لَهُ النَّفْسُ: إِنِّي لا أَرَى طَمَعاً =وإنَّ مَوْلاكَ لَمْ يَسْلَمْ ولمْ يَصِدِ
المَوْلَى: الناصِرُ.وقولُهُ: (قالَتْ لهُ النَّفْسُ) تَمْثِيلٌ؛ أيْ: حَدَّثَتْهُ نفسُهُ بهذا.
20- فتِلْكَ تُبْلِغُنِي النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ = فَضْلاً على النَّاسِ في الأَدْنَى وفِي البَعَدِ
(فَتِلْكَ) يعني: ناقَتَهُ التي شَبَّهَهَا بهذا الثَّوْرِ. و(البَعَدُ) قيلَ: إنَّهُ مَصْدَرٌ، يَسْتَوِي فيهِ لفظُ الواحدِ والاثنيْنِ والجمعِ والمُذَكَّرِ والمؤنَّثِ.وقيلَ: إنَّهُ جَمْعُ بَاعِدٍ، كما يُقَالُ: خادِمٌ وخَدَمٌ. ومعنى (في الأَدْنَى وفي البَعَدِ) كمعنى: القَرِيبِ والبَعيدِ.ومَنْ رَوَى: (البُعُدِ) فهوَ جمعُ بَعِيدٍ.
21- ولا أَرَى فَاعِلاً في النَّاسِ يُشْبِهُهُ = وما أُحَاشِي مِن الأقْوَامِ مِنْ أَحَدِ
المعنى: ولا أَرَى فاعلاً يَفْعَلُ الخيرَ يُشْبِهُهُ.ومعنى (وما أُحَاشِي):وما أَسْتَثْنِي، كما تَقُولُ: حَاشَى فُلاناً.وإنْ شِئْتَ خَفَضْتَ، إلاَّ أنَّ النَّصْبَ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ قد اشْتُقَّ منهُ فِعْلٌ، وحُذِفَ منهُ كما يُحْذَفُ مِن الفعلِ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ}.و(مِن) زائدةٌ في قَوْلِهِ: (مِنْ أَحَدِ).
22- إلاَّ سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الإِلَهُ لَهُ: = قُمْ فِي البَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَن الْفَنَدِ
(إلاَّ سُليمانَ) في مَوْضِعِ نَصْبٍ على البَدَلِ منْ مَوْضِعِ (أَحَدِ). وإنْ شِئْتَ على الاسْتِثْنَاءِ. ويُرْوَى: (إذْ قالَ المَلِيكُ لَهُ).ويُرْوَى: (فَارْجُزْهَا عَن الْفَنَدِ). و(الحَدُّ): المَنْعُ. و(الفَنَدُ): الْخَطَأُ.
23- وَخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُمْ = يَبْنُونَ تَدْمُرَ بِالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
(خَيِّسْ)؛ أيْ: ذَلِّلْ.و(الصُّفَّاحُ): جَمْعُ صُفَّاحَةٍ، وهيَ حِجَارَةٌ رِقاقٌ عِرَاضٌ.
24- فَمَنْ أَطَاعَ فَأَعْقِبْهُ بِطَاعَتِهِ = كما أَطَاعَكَ وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ
25- ومَنْ عَصَاكَ فَعَاقِبْهُ مُعَاقَبَةً = تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ عَلَى ضَمَدِ
(الضَّمَدُ): الحِقْدُ، يُقالُ: ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً، فهوَ ضَمِدٌ.


26- إلاَّ لِمِثْلِكَ أوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ = سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى على الأَمَدِ
قولُهُ: (أَوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ)؛ أيْ: لِمِثْلِكَ في حَالِكَ أوْ لِمَنْ فَضْلُكَ عليهِ كفَضْلِ السَّابِقِ على المُصَلِّي؛ أيْ: لَيْسَ بينَكَ وبينَهُ في الفَضْلِ والشَّرَفِ إلاَّ يَسِيرٌ. (اسْتَوْلَى عليهِ): إذا غَلَبَ عليهِ.و(الأَمَدُ): الغايَةُ.
27- واحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ إِذْ نَظَرَتْ = إِلَى حَمَامٍ سِراعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ
أيْ:كُنْ حَكِيماً كفتاةِ الحَيِّ إذْ أَصَابَتْ وجَعَلَت الشيءَ في مَوْضِعِهِ.وهيَ لم تَحْكُمْ بشيءٍ، إنَّما قَالَتْ قَوْلاً فَأَصَابَتْ فيهِ. ومعناهُ: كُنْ في أَمْرِي حَكِيماً، ولا تَقْبَلْ مِمَّنْ سَعَى بِي. و(الثَّمَدُ): الماءُ القليلُ.
28- قالَتْ: أَلا لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامَُ لَنَا = إِلَى حَمَامَتِنَا ونِصْفُهُ فَقَدِ
يُرْوَى: (الحَمَامَ) و(الحَمَامُ).وكذلكَ (نِصْفَهُ) و(نِصْفُهُ).فإذا نَصَبْتَهُ تكونُ (مَا) زائدةً، وإذا رَفَعْتَهُ تكونُ كافَّةً لـ(لَيْتَ) عن العَمَلِ، ويَصِيرُ بعدَها مُبْتَدَأٌ وخبَرٌ، كما تَقُولُ: زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. و(قَدْ) بمعنى: حَسْبُ.
29- يَحَفُّهُ جَانِبَا نِيقٍ وتُتْبِعُهُ = مِثْلَ الزُّجَاجَةِ لَمْ تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ
(يَحَفُّهُ): يَكُونُ في نَاحِيَتِهِ. و(النِّيقُ): أَعْلَى الجَبَلِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: إذا كانَ الحَمامُ بينَ جَانِبَيْ نِيقٍ كانَ أَشَدَّ لِعَدَدِهِ؛ لأنَّهُ يَتَكَاثَفُ ويكونُ بعضُهُ فوقَ بعضٍ.وإذا كانَ في مَوْضِعٍ وَاسِعٍ كانَ أَسْهَلَ لِعَدَدِهِ. ووَصَفَ أنَّها قدْ أَسْرَعَتْ.
قالَ أبو عُبَيْدَةَ: وهيَ عَيْنُ اليَمَامَةِ، وزَرْقَاءُ اليَمَامَةِ.وقولُهُ: (مِثْلَ الزُّجَاجَةِ)، يعني: عَيْنَهَا.و(لم تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ)؛ أيْ: لم تَرْمَدْ فَتُكْحَلَ.
30- فَحَسَبُوهُ فَأَلْفَوْهُ كَمَا حَسَبَتْ: = تِسْعاً وتِسْعِينَ لَمْ تَنْقُصْ ولم تَزِدِ
ويُرْوَى: (كما زَعَمَتْ).و(أَلْفَوْهُ): وَجَدُوهُ.وكانَ الحَمَامُ الذي رَأَتْهُ سِتَّةً وسِتِّينَ، ولها حَمَامَةٌ في بيتِها، فلَمَّا عَدَّت الحَمَامَ الذي رَأَتْهُ قالَتْ:
لَيْتَ الْحَمَامَ لِيَهْ =إِلَى حَمَامَتِيَهْ
ونِصْفَهُ قَدِيَهْ =تَمَّ الحَمَامُ مِيَهْ
وقولُها: (إِلَى حَمَامَتِيَهْ)؛ أيْ: معَ حَمَامَتِيَهْ، فَيَكُونُ سَبْعَةً وسِتِّينَ، ونِصْفُ ما رَأَتْهُ ثلاثةٌ وثلاثونَ، فَيَكُونُ مائةً كما قالَتْ.
31- فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا =وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ
قالَ الأَصْمَعِيُّ: (الحِسْبَةُ): الجِهَةُ التي يُحْسَبُ منها، وهيَ مثلُ اللِّبْسَةِ والجِلْسَةِ. فقالَ: أَسْرَعَتْ أَخْذاً في تلكَ الجِهَةِ. ويقالُ: ما أَسْرَعَ حِسْبَتَهُ؛ أيْ: حِسَابَهُ. والحَسْبَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ.
32- أَعْطَى لِفَارِهَةٍ حُلْوٍ تَوَابِعُهَا = مِن المَوَاهِبِ لا تُعْطَى عَلَى نَكَدِ
أيْ: لا أَرَى فَاعِلاً في الناسِ يُشْبِهُهُ، أَعْطَى لِفَارِهَةٍ.ويُرْوَى: (عَلَى حَسَدِ).ويُرْوَى: (حُلْوٌ تَوَابِعُها) على الابتداءِ والخبرِ، والمبتدأُ والخبرُ في مَوْضِعِ جَرٍّ.
33- الْوَاهِبُ المِائَةَ الأَبْكَارَ زَيَّنَهَا = سَعْدَانُ تُوضِحَ في أَوْبَارِهَا اللِّبَدِ
ويُرْوَى: (المائةَ الجُرْجُورَ). والجُرْجُورُ: الضِّخَامُ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ على لَفْظٍ واحدٍ. و(السَّعْدانُ): نَبْتٌ تَسْمَنُ عليهِ الإبلُ وتَغْزُرُ أَلْبَانُها ويَطِيبُ لَحْمُها. و(تُوضِحُ): اسمُ موضِعٍ.ومَنْ رَوَى: (يُوضِحَ) بالياءِ؛ فإنَّهُ يَذْهَبُ إلى أنَّ مَعْنَاهُ: يُبَيِّنُ، وهوَ فِعْلٌ. و(اللِّبَدُ): ما تَلَبَّدَ مِن الوَبَرِ، الواحِدَةُ: لِبْدَةٌ.ويُرْوَى: (في الأَوْبَارِ ذِي اللِّبَدِ).
34- والسَّاحِبَاتِ ذُيُولَ المِرْطِ فَنَّقَهَا = بَرْدُ الهَوَاجِرِ كَالْغِزْلانِ بالجَرَدِ
ويُرْوَى: (والرَّاكِضَاتِ).وعَنَى بـ(السَّاحِبَاتِ): الجَوَارِيَ. و(فَنَّقَهَا): طَيَّبَ عَيْشَها؛ أيْ: هيَ لا تَسِيرُ في شِدَّةِ الحَرِّ.ويُرْوَى: (أَنَّقَهَا)؛ أيْ:أَعْطَاها ما يُعْجِبُها. و(الجَرَدُ): المَوْضِعُ الذي لا يُنْبِتُ.
35- والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِهَا = كالطَّيْرِ تَنْجُو مِن الشُّؤْبُوبِ ذِي الْبَرَدِ
ويُرْوَى: (تَنْزِعُ). و(تَمْزَعُ): تَمُرُّ مَرًّا سَرِيعاً.ويُرْوَى: (رَهْواً).والرَّهْوُ: السَّاكِنُ. و(غَرْباً)؛ أيْ: حِدَّةً. و(الشُّؤْبُوبُ): السَّحابُ العَظيمُ القَطْرِ القليلُ العَرَضِ، الواحِدَةُ: شُؤْبُوبَةٌ.قيلَ: ولا يُقالُ لها: شُؤْبُوبَةٌ، حتَّى يَكُونَ فيها بَرَدٌ.
36- والأُدْمَ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلا مَرَافِقُهَا = مَشْدُودةً بِرِحَالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ
(الأُدْمُ): النُّوقُ. و(خُيِّسَتْ): ذُلِّلَتْ. ويُقَالُ: (جُدُدٌ) وجُدَدٌ، والضمُّ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ الأصلُ، ولِئَلاَّ يُشْكِلَ بجَمْعِ جُدَّةٍ. ومَنْ قالَ: جُدَدٌ في جَمْعِ جَدِيدٍ أَبْدَلَ مِن الضمَّةِ فتحةً؛ لِخِفَّةِ الفتحةِ.
37- فلا لَعَمْرُ الذي قَدْ زُرْتُهُ حِجَجاً = وما هُرِيقَ على الأَنْصَابِ مِنْ جَسَدِ
(هُرِيقَ) وأُرِيقَ واحِدٌ. و(الأَنْصَابُ): حِجَارَةٌ كانَت الجاهليَّةُ تَنْصِبُها وتَذْبَحُ عندَها.و(الجَسَدُ) هنا: الدَّمُ.والجَسَدُ والجِسَادُ: صِبْغٌ.
38- والمُؤْمِنِ العَائِذَاتِ الطَّيْرَ يَمْسَحُهَا = رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الْغِيلِ والسَّنَدِ
(الْعَائِذَاتُ): ما عاذَبالبيتِ من الطيرِ.ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ: (بَيْنَ الْغِيلِ والسَّعَدِ) بكسرِ الغيْنِ، وقالَ: هُمَا أَجَمَتَانِ كانَتَا بينَ مَكَّةَ ومِنًى. وأَنْكَرَ الأصمعيُّ هذهِ الروايَةَ، وقالَ: إنَّما (الغِيلُ) بكسرِ الغينِ: الغَيْضَةُ، والغَيْلُ بفتحِ الغَيْنِ: الماءُ، وإنَّما يَعْنِي النابغةُ ما كانَ يَخْرُجُ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ.
39- ما إِنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ = إذاً فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ يَدِي
(إنْ) هنا توكيدٌ، إلاَّ أَنَّها تَكُفُّ (مَا) عن العملِ، كما أنَّ (مَا) تَكُفُّ (إنَّ) عن العَمَلِ في قَوْلِكَ: إِنَّمَا زيدٌ مُنْطَلِقٌ. ومعنى (فلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ يَدِي)؛ أيْ: شَلَّتْ.
40- إذاً فَعَاقَبَنِي رَبِّي مُعَاقَبَةً = قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ مَنْ يَأْتِيكَ بِالْحَسَدِ
41- هذا لأَبْرَأَ مِنْ قَوْلٍ قُذِفْتُ بِهِ = طَارَتْ نَوَافِذُهُ حَرًّا على كَبِدِي
(النَّوَافِذُ): تَمْثِيلٌ مِنْ قَوْلِهم: جُرْحٌ نَافِذٌ؛ أيْ: قَالُوا قَوْلاً صارَ حَرُّهُ على كَبِدِي، وَشَقِيتُ بهِ.
42- مَهْلاً فِدَاءٌ لَكَ الأَقْوَامُ كُلُّهُمُ = وما أُثَمِّرُ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَدِ
(أُثَمِّرُ): أَجْمَعُ. ويُرْوَى: (فِدَاءً) على المصدرِ.والمعنى: الأَقْوَامُ كُلُّهم يَفْدُونَكَ فِدَاءً. ويُرْوَى: (فِدَاءِ) بمعنى: لِيَفْدِكَ، فبَنَاهُ كما بُنِيَ الأمرُ؛نَحْوُ: دَرَاكِ وتَرَاكِ؛ لأنَّهُ بمعنى أَدْرِكْ واتْرُكْ.
43- لا تَقْذِفَنِّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ = وَلَوْ تَأَثَّفَكَ الأَعْدَاءُ بِالرِّفَدِ
ويُرْوَى: (وإنْ). (الكِفَاءُ): المِثْلُ. و(تَأَثَّفَكَ الأعداءُ): احْتَوَشُوكَ، فصَارُوا مِنْكَ مَوْضِعَ الأَثَافِيِّ مِن القِدْرِ. ومعنى (بالرِّفَدِ)؛ أيْ: يَتَعَاوَنُونَ عَلَيَّ، يَسْعُونَ بِي عِنْدَكَ.
44- فما الفُرَاتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُهُ = تَرْمِي أَوَاذِيُّهُ العِبْرَيْنِ بالزَّبَدِ
(جَاشَتْ): فارَتْ. و(الْغَوَارِبُ): ما عَلا منهُ، الواحِدُ: غَارِبٌ.و(الأَوَاذِيُّ): الأمواجُ. و(العِبْرَانِ): الشَّطَّانِ.
45- يَمُدُّهُ كُلُّ وَادٍ مُزْبِدٍ لَجِبٍ = فِيهِ حُطَامٌ مِن اليَنْبُوتِ وَالْخَضَدِ
ويُرْوَى: (كُلُّ وَادٍ مُتْرَعٍ). ويُرْوَى: (فيهِ رُكامٌ). و(المُتْرَعُ): المملوءُ.و(اللَّجِبُ): ذُو الصَّوْتِ. و(الرُّكَامُ): المُتكاثِفُ.و(اليَنْبُوتُ): ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ.و(الخَضَدُ): ماثُنِيَ وكُسِرَ مِن النَّبْتِ.
46- يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً = بِالْخَيْزُرَانَةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
ورَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ: (بالخَيْسَفُوجَةِ مِنْ جَهْدٍ ومِنْ رَعَدِ).و(الخَيْزُرَانَةُ): كُلُّ ما ثُنِيَ.و(النَّجَدُ): العَرَقُ مِن الكَرْبِ.وقالُوا: أرادَ بالخَيْزُرَانَةِ: المُرْدِيَّ. والخَيْسَفُوجَةُ قِيلَ: هوَ السُّكَّانُ. و(الأَيْنُ): الإِعْيَاءُ.
47- يَوْماً بِأَجْوَدَ مِنْهُ سَيْبَ نَافِلَةٍ = ولا يَحُولُ عَطَاءُ الْيَوْمِ دُونَ غَدِ
(السَّيْبُ): العَطَاءُ.و(النَّافِلَةُ): الزِّيَادَةُ.ومعنى (ولا يَحُولُ عَطَاءُ اليومِ دُونَ غَدِ): إنْ أَعْطَى اليومَ لم يَمْنَعْهُ ذلكَ أنْ يُعْطِيَ في الغَدِ.وأضافَ إلى الظَّرْفِ على السَّعَةِ؛ لأنَّهُ ليسَ حقُّ الظروفِ أنْ يُضَافَ إليها. ويُرْوَى: (يَوْماً بِأَطْيَبَ مِنْهُ).
48- أُنْبِئْتُ أَنَّ أَبَا قَابُوسَ أَوْعَدَنِي = ولا قَرَارَ على زَأْرٍ مِن الأَسَدِ
(أَبُو قَابُوسٍ): النُّعْمَانُ بنُ المُنْذِرِ. ويُرْوَى: (نُبِّئْتُ). ويقالُ: زَأَرَ الأسدُ يَزْئِرُ ويَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً.
49- هذا الثَّنَاءُ فَإِنْ تَسْمَعْ لِقَائِلِهِ = فَمَا عَرَضْتُ أَبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ
ويُرْوَى: (فإنْ تَسْمَعْ بِهِ حَسَناً * فَلَمْ أُعَرِّضْ أَبِيتَ اللَّعْنَ بِالصَّفَدِ).(الصَّفَدُ): العَطَاءُ.قالَ الأصمعيُّ: لا يكونُ الصَّفَدُ ابْتِدَاءً، إنَّما يَكُونُ بمنزلةِ المُكَافَأَةِ، يُقَالُ: أَصْفَدْتُهُ أُصْفِدُهُ إِصْفَاداً؛ إذا أَعْطَيْتَهُ، والاسمُ: الصَّفَدُ.وصَفَدْتُهُ أَصْفِدُهُ صَفْداً وصِفاداً؛ إذا شَدَدْتَهُ، والاسمُ أيضاً: الصَّفَدُ.ومعنى (أَبَيْتَ اللَّعْنَ)؛ أيْ: أَبَيْتَ أنْ تَأْتِيَ شَيْئاً تُلْعَنُ عليهِ.
50- هَا إنَّ تَاعِذْرَةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ =فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ فِي الْبَلَدِ
ويُرْوَى: (فإِنَّ صَاحِبَهَا مُشَارِكُ النَّكَدِ).(تَا) بمعنى هذهِ. ويُرْوَى: (إنَّ ذِي عِذْرَةٌ). ويُرْوَى: (إنَّها عِذْرَةٌ). وعِذْرَةٌ وعُذْرَةٌ ومَعْذِرَةٌ واحِدٌ. ومعنى (إنَّهَا)؛ أيْ: إنَّ هذهِ القصيدةَ عُذْرٌ؛ أيْ: ذاتُ عُذْرٍ.


 
 توقيع : أبتسامة أمل

🌷🌷🌷🌷


رد مع اقتباس