عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2012, 05:24 PM   #9


الصورة الرمزية محمد البسيونى
محمد البسيونى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3568
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 09-27-2014 (01:51 AM)
 المشاركات : 73 [ + ]
 التقييم :  94
 معدل التقييم : محمد البسيونى will become famous soon enough
لوني المفضل : Chartreuse
عدد الترشيحات : 0
عدد المواضيع المرشحة : 0
عدد مرات الفوز : 0
شكراً: 2
تم شكره 5 مرة في 3 مشاركة
B10 أبشع السجون



من أسوء السجون .. وأعظمها تألما ووحده .. سجن نعيش فيه .. أسواره من الرغبات الصعبة .. التى دائما تصور وتوهم الشخص بالهروب بها وأين .. !! خارج حواجزها وأسوارها .. وحينها تجد حاجر الرغبات ذو ارتفاع شاهق .. وأنت خلفه متوهما بأنه يجعلك اجتيازه .. وعند الشروع فى الأختراق .. !! تصطدم به صدمة مريعه .. تجعلك مخدرا لبضع من الوقت .. وحين تفيق .. يبدأ التوهم المنبعث من أسوار الرغبات .. مرة أخرى ,.. لكى تظل دائما .. مجرد أعمى لا يرى الا أوهام متدفقة .. تساعدك على نيل مرادك .. وهى بالحقيقة ..
أسوار عاليه لسجن قد تعايشت فيه بارادتك .. مصرا على أن تتعايش بكل معنى الأحتجاز الدائم خلف هذه الأسوار .. متوهما بها أنها الطريق الخفى .. الذى يخترقك من داخل نفسك .. ولا يخرجك أنت من داخله .. ويبدأ التقوقع الغريب .. داخل سجن مريب .. تملئه مجرد خيوط من الأمل الكاذب .. تجاه اختراق المستحيل المعلوم باستحالته .. وحينها يبدأ الأصطدام الذى مؤكدا قد تعودت عليه .. بل وربما صار ادمانا مختلطا بدمائك وفكرك .. وربما جعل منك سجينا داخل نفسك .. تصرخ من داخل قمقم .. لا يسمعك أحدا غير نفسك .. ولا أذن تحاول التلصص على همهماتك الى أذنك .. التى تحمل المعانى الغريبة .. وكأنها دائما مدوية بأصوات تتصاعد من داخل صميم سجن .. معنوى مظلم .. تنيره أنت بشموع الأمل الكاذبه .. التى تنير لك الطرق الوهمية التى مهدتها بأوهامك .. فتجلك سائرا بخيال دون قدم .. أو جسد .. بل صراع بين جسد يحاول الوصول الى خارج سجن .. ليس مقيدا فيه .. بل من قيده .. هى مجرد أوهام معنويه .. تحاول أن تجعله مشلولا .. متراخيا .. مستسلما خلف قضبان غير حقيقية .. تحاول أن تميت الجسد الواعى .. الذى يتألم دون أوجاع ظاهرة .. ويلملم أشلاءه المبعثرة بين الوهم والواقع ..
السجون .. ليست كما عرفناها .. كسجون يحرسها بشر ,.. وداخلها الخارجين على القانون .. بل سجون من نوع آخر .. من صنع البشر أيضا .. ولكن داخل النفوس .. وهذه أبشع أنواع السجون .. التى لا نجد بداخلها .. الا أوهام مبعثرة .. متقطعه .. ليس لها سبيل الا الأرتطام بجدار سجنها .. لكى تعاود الكرة .. بايلام متجدد .. يملئه الأمل فى اختراق الجدران الوهميه ..
أبشع السجون .. بغير رؤيا وعيون .. بل بذات تملئها التعقيدات التى لا تمل من حبس .. ليس له سجان .. ولا جدران ..


أمنياتى أن تستمتعوا .. شكرا لكم
محمد البسيونى


 
 توقيع : محمد البسيونى

كل ما يجول بالنفس من معاملات تخصنى مع الآخرين وأحاول كتابتها للتعبير عما يدور بداخلى


رد مع اقتباس