الصــداقة .. المعنى العميـــــق
كثيـــرون أولئك الــذين نتعــرف عليهــم , ونقيم عـــلاقات معهــم ...
لكــن الــذين نتخــذهم أصــدقاء قليلــون .. والقليلـــون جــداً هم خلـّـص الأصــدقاء ..
وهم أولــئك الــذين يشكّلــون بالنسبــة إلينــا السنــد الحقيــقي بعــد لطـف الله ومعــاونته في مواجهــة الصعـــاب وتبــديد الآلام والأحـــزان وبلــوغ الأمنيـــات ....
وقد قـــال الشـــاعر :
ومــا أكــثر الأصدقــاء حين تعـــدهم *** ولكنهــم عنــد الشـــدائد قليـــل
صفــوة الأصدقـــاء قد لا تشكــل واحـد في المئــة من معـــارفنا .
الصديق رقم ( واحــد ) هو الــذي يوفــر لنــا أشكـــالاً من الهنـــاء والأمــن والتواصــل والدعــم المعنــوي .... لأنه يشـــاركنا حيــاتنا العـــامة والخـــاصة بشتى أشكـــالها , بكــل تفـــاعل وإيجـــابية ..
فيحــول بيننــا وبين العــديد من الأزمــات النفسيــة , بل إنه قد ثبت أن العــديد من الإضطـــرابات الذهنيــة تنشــأ بســبب ما يواجهه المــرء من أزمـــات ومشكـــلات وكــبت .
وبالدعـــم والمســـاندة من الصــديق الصـــدوق نستطيـــع أن نتخـــلص من الكثــــير من المشكـــلات والأزمـــات , وقد نتخلـــص منهـــا بتـــتاً ..
والصديــق ليــس كمــا يقــولون : ( الصـــديق وقـــت الضيـــق ) فقط
فقد لا يعـــرف بعــض النـــاس المعـنى العميــق لهــذه العبـــارة : فالصديـــق هو ما يحتـــاج إليــه القلــب في كـل وقــت , وليــس في أوقـــات الشـــدة فحســب .
الصـــداقة حــب .. وإحســاس .. و وجـــدان .. وعطـــاء .. وتضحيـــة .. وحنـــان .. ونصيحـــة .. و
وفـــاء .. ...
وليــست كمــا يتخذهــا بعض النــاس لمصـــالحهم المـــادية والشخصيــة فحسب , فهــؤلاء يعيشـــون في وحــدة ويشعـــرون بالغــربة والوحشـــة بالرغــم من وجـــودهم بين أهلــهم وذويهــم ..
فلنكـــن أصدقـــاء القلــــوب .. ولا نحـــرم أنفسنــــا من السعــــادة التي توفرهـــا لنـــا الصداقـــة العميقـــة ...
|