عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2014, 10:44 AM   #33


الصورة الرمزية quiet rose
quiet rose غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4134
 تاريخ التسجيل :  Sep 2013
 أخر زيارة : 06-28-2022 (11:19 PM)
 المشاركات : 3,499 [ + ]
 التقييم :  6991
 معدل التقييم : quiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond repute
 مزاجي
 SMS ~
يهونهآ آلكريم من فوق سآبع سمآ..ّ!
لوني المفضل : Darkorchid
عدد الترشيحات : 8
عدد المواضيع المرشحة : 7
رشح عدد مرات الفوز : 4
شكراً: 1,687
تم شكره 1,816 مرة في 1,191 مشاركة
افتراضي رد: مقطتفات من روائع غادة السمان ..~



مقتطفات من رواية بيروت:

الشمس شرسة وملتهبة , وكل ما في ذلك الشراع الدمشقي كان ينزف عرقا , ويلهث الأبنية والأرصفة كانت ترتجف بالحمى وترتعش عبر أبخرة الحر المتصاعدة من كل شيء حتى الأصوات كانت شديدة السمرة والاختناق ولوهلة خيل الى فرح أن الشراع بأكمله سيغمى عليه , الأشجار السيارات المارة الباعة والرجل الواقف أمام الكراج وهو ينادي بصوت مذبوح : " بيروت , بيروت " .
ومرت بباب الكراج حلوة صغيرة , وخيل الى فرح أن خديها توهجا لسماع اسم بيروت أم تراه الحر ؟ " كلهن وكلهم يحلم ببيروت لست وحدي ولكنني وحدي ذاهب لاقتحامها " .
" بيروت , بيروت " ينادي الرجل ذو الكرش المدلوق كأنما أغمى على كرشه من الحر " بيروت , بيروت " ينغم الاسم كما لو كان يقدم راقصة للجمهور في " الكباريه " .
تأتي صبية حلوة تودعها أمها , الأم محجبة وتبدو على ثيابها رقة الحال والفتاة ترتدي ثوبا قصيرا جدا يكشف عن ساقين شديدتي البياض والامتلاء يفكر فرح : " ها هي راكبة اخرى , ثلاثة ركاب آخرون وننطلق الى بيروت لا أستطيع مزيدا من الانتظار " وأحس بجسده يرتعش لاسم بيروت كما لو التصق به الاسم جسدا لامرأة عارية .
أخيرا امتلأت السيارة فجأة .. احتلت المقعد الخلفي نسوة ثلاث محجبات يغطيهن السواد من الرأس حتى أخمص القدمين .
وها هو يجلس بجانب السائق والصبية الى جانبه في المقعد الملاصق للنافذة والأم تبكي وهي تودعها وبدت الفتاة ضيقة الصدر بأمها ترسل نظراتها الى السائق كي يسارع للانطلاق بسيارته تذكر فرح أمه , انه يكره الوداع حين تقال الكلمات الثقيلة اللزجة مثل اللبان المبصوق ثم ان أمه ما كانت لتبكي كانت ستغطي وجهها بيديها الخشنتين الملوثتين دوما بتراب الحقل كما تفعل دائما حينما تتعذب ثم تصعد أنة خافتة ولكن بلا دموع وهو يتشاءم كثيرا حين يسمعها تئن ربما لذلك هرب بلا وداع ! ولكن رسالة التوصية من أبيه الى نيشان قريبه الثري في بيروت ستساعده وتحميه تراه أضاعها ؟ للمرة العشرين يتحسسها في جيبه يتذكر فجأة أنه نسي احضار ساعة المنبه معه , ونسي اقفال خزانته هل نسي أم لا ؟
لا يدري ليس واثقا هو دوما هكذا يتأخر أحيانا عن الوصول الى عمله لأنه يتذكر في منتصف الطريق أنه نسي اقفال خزانته ... ويعود طوال الطريق من دمشق الى دوما لاقفالها ويكتشف أنه كان قد فعل ذلك ! دوما يتوهم أنه لم يقفلها وحين يعود يكتشف أنه كان قد أقفلها بالمفتاح مرتين , ثم لماذا هذا الحرص على اقفالها وهو يعرف جيدا أن لا شيء فيها يستحق اهتمام أحد ؟ لا يدري انها خزانته وكفى .. على أية حال الذنب ليس ذنبه أو ذنب الخزانة انه لا يصلح للعمل كموظف .. في بيروت سيفعل ما يشاء .
وفكر بغيظ : " آه الشمس ! كم هي حارة ! أكاد أختنق والمدموزيل الى جانبي أغلقت النافذة خوفا على شعرها المصفف وليس في الجو نسمة ما أسمج النساء ! "
وفكرت الصبية الجالسة الى جانبه " آه الشمس ! كم هي حارة وممتعة ! انها تزيدني التهابا وشوقا للرحيل .. أحب لسعها فوق وجهي "


 
 توقيع : quiet rose

`.. đяeαм - life ..~

هبووشه


رد مع اقتباس