عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2014, 10:58 AM   #34


الصورة الرمزية quiet rose
quiet rose غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4134
 تاريخ التسجيل :  Sep 2013
 أخر زيارة : 06-28-2022 (11:19 PM)
 المشاركات : 3,499 [ + ]
 التقييم :  6991
 معدل التقييم : quiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond repute
 مزاجي
 SMS ~
يهونهآ آلكريم من فوق سآبع سمآ..ّ!
لوني المفضل : Darkorchid
عدد الترشيحات : 8
عدد المواضيع المرشحة : 7
رشح عدد مرات الفوز : 4
شكراً: 1,687
تم شكره 1,816 مرة في 1,191 مشاركة
افتراضي رد: مقطتفات من روائع غادة السمان ..~



رواية سهرة تنكرية للموتى... موزاييك الجنون البيروتي!

على طريقة أفلام الرعب الأميركية تأتي رواية غادة السمان الأخيرة «سهرة تنكرية للموتى» بما تحمله من مشاهد غرائبية حافلة بالموتى والأشباح واللامرئي تصور بيروت الأحب إلى قلبها مقبرة عامرة بالأحياء قبل الأموات! مدينة كابوسيه رائعة لا يعود أحد منها كما كان أو لا يعود أبدا، إنها مدينة الصراعات الاجتماعية والإقليمية تدعوك لسهرة مليئة بالأقنعة والحب ومصاصي الدماء والجوع والتخمة، رواية غرائبية!

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]

تدور الرواية حول طائرة قادمة من باريس تحط في مطار بيروت، تحمل سبعة من المغتربين من أصل لبناني برفقة طبيبة فرنسية تدعى «ماري روز» أو على الأرجح هي (غادة) المشغوفة ببيروت حبا وجنونا والشخصية الرئيسية في سهرة الموتى، عبد الكريم الخوالقي المنتحل شخصية ابن رئيس وزراء قهرستان وحلمه أن يصبح من أثرياء الاغتراب الباريسي، ناجي النادل الذي بدوره ينتحل صفة صاحب مطعم (باري روايال)، فواز الفرنسي الجنسية اللبناني الأصل لم يزر بيروت منذ ثلاثة عشر عاما (خائف من مدينة أتكلم لغة أهلها ولا أتكلمها حقا، ولم أزرها منذ ثلاثة عشر عاما وكنت صبيا على أبواب مراهقة تعمدت بالدم والقصف والرعب والملاجئ، كما تعمدت ولادتي بالحرب اللبنانية بعد عام من صرختي الأولى في هذا العالم المتوحش .لم أر بيروت على شاشة التلفزيون الفرنسي إلا مسرحا للحرائق والمعارك والرهائن والموت وتمجيد الموت». يرافقهم القارئ في بيروت إذ يلتقون بموزاييك الجنون والموت والأشباح ويلتقي أبطال الرواية بأنفسهم بلا أقنعة في مهرجانات التنكر.

وكعادتها في جميع رواياتها، شخصياتها مركبة ولها أكثر من وجه وأكثر من حياة وأكثر من رواية للموت الواحد، تعيش صراعات الخير والشر، ونوازع نفسية معقدة للداخل والخارج... الوجود اللامرئي، والأموات / الأحياء (الزومبي) يسيطر على أجواء السهرة التنكرية، فكل شخصية عالم داخل عالم لامرئي يؤدي إلى متاهات يضيع فيها القارئ بلذة أحيانا، أحيانا أخرى بملل، فالرواية مليئة بالتفاصيل والسرد المفتعل الذي يؤدي إلى الضجر على عكس أعمالها السابقة إذ يتابعها القارئ بلهفة من دون أن يتمكن من رفع بصره عن السطور المتلاحقة والمترابطة بشدة.

تظهر بيروت منذ بداية الرواية ك**** الموت التي يحتفل بها الأبطال، بيروت المتناقضة، المتضادة، المتسامحة،الحاقدة التي لا تملك سوى أن تحبها بحقد مجنون. تقول السمان: «تدفق على الرصيف، كرنفال تنكري عجيب غريب متعايش. بنت «بالشورت»ومعها دراجتها، أخرى بالتشادور تتسامران .امرأة بالفراء وماكياج السهرة وحليها وأخرى بالزي البدوي وثالثة بالجينز المتقشف. سيدة مسنة بالميني جوب وشابة تبدو ابنة لها محجبة. رجل ملتح يغطي رأسه بعمامة ترافقه شابة تغطي شعرها وعنقها بحجاب لكنها ترتدي البنطلون الضيق وتسبح عيناها في بركة من الكحل وطبقات من الماكياج تغطي ملامحها وقد رسمت شفتيها بالقلم البني الغامق واحمر شفاهها «الفوشيا» يشع تحت الشمس... ادهش د. ماري روز إن المحجبات اللواتي شاهدتهن كن الأكثر تبرجا لكنها قررت أن الأمر لا يعنيها. ثم أنها تجد أن أجمل ما في بيروت تلك التناقضات المتعايشة بما يشبه الوئام، ماري روز التي تستعيد حيويتها وتوهجها في بيروت فتبدو وكأنها خسرت عشرة أعوام من عمرها وعشرة كيلو غرامات من وزنها وقد سحرتها بيروت وبحرها وشمس الشتوية الدافئة والرجل اللبناني فهو استثنائي في حلبة الفروسية النسائية يقدر امتلاء جسدها على عكس خطيبها الفرنسي الذي يعتبرها بدينة وباردة قالت لها سليمى بمرارة: «انطباعك في محله. الرجل اللبناني استثنائي في تلك الحلبة لكنه للأسف لا يجود مع الموجود - اعني مع الزوجة - بل يتوهج في العلاقات الجانبية السرية».
انه نمر في ليل العشيقات فأرفى سرير الزوجات! تكتشف قبل رحيلها طرف المدينة الآخر أو الوجه الثاني لبيروت حين يأخذها سائق التاكسي بالخطأ إلي ضاحية بيروت الجنوبية وتربط بين فيلم «لن ارحل دون ابنتي» التي تدور حوادثه في «مجاهل الإسلام» في نظر كاتبته الأميركية وتصاب بالذعر والهلع وتصب لعناتها على بيروت ورجالها وبحرها وشمسها حين تعتقد أنها خطفت وتمر بها صور الرهائن حين كانت تشاهدهم على الشاشة ، لكن حين تكتشف حقيقة ما جرى وأنها ليست رهينة وتكتشف البؤس اللبناني الذي يفوق الجنون البيروتي يتبدل شيء داخلها (هنا تشعر بمتعة استثنائية تتصاعد بلا هبوط لعلها متعة العطاء والامتزاج بالآخرين كما يدعوها الأدباء الذين تضّجر أحيانا من القراءة لهم ! بل لعلها للمرة الأولى تشعر بانتفاء وحشتها) لم يعد هو فواز ابن المناضل الذي توفي في باريس أوصى ابنه بدفنه في الوطن، ولم ينفذ الوصية بل احرق الجثة بسبب أزمة قبور في باريس واحتفظ بالرماد، لاشيء كما كان، كان يحلم ببيع البيت الكبير الذي ورثه عن والده والعودة بالدولارات إلى باريس لتأسيس مشروع ضخم لكن حين التقى بشجر الأرز والصنوبر في عيني سميرة التي تشبه بيروت بقسوتها ورقتها وحيرتها تتغير خططه فيقرر يبيع البيت وان يأتي برماد أبيه لينثره في أرجاء البيت حتى يبقى رمزا للنضال ، يعود إلى باريس وحيدا لان سميرة التي أحبها أحبته رفضت أن تتزوجه لأنها ترفض الهجرة.
ماريا الكاتبة الشهيرة والشخصية الرئيسية في الرواية والتي تعشق بيروت وتتمنى العودة إليها لكن يصدمها الواقع وتغير «بيروتها» التي أعطتها الحب الأول (فادي) الذي قتل أمامها وتلتقيه في شارع الحمراء كشخص لامرئي وتزين له المقابر في عيد ميلاده وكتبت على قبره: (أنت الميت الوحيد في حياتي الذي لا ارغب في قتله) تصلها رسائل تهديد وورد وأزهار تفوح منها رائحة سمك من بطل روايتها الأولى فتقرر العودة إلى باريس والتخلص من كابوسية بيروت تقرر العودة لأنها لم تصبح بعد غربية لكنها لم تعد شرقية!
سهرة تنكرية للموتى رواية تطاردك أشباحها وتصاب بالذعر لأنه لا يمكن التمييز بين الحقيقة والكابوس بعدما صارت الحقيقة كابوسا!


 
 توقيع : quiet rose

`.. đяeαм - life ..~

هبووشه


رد مع اقتباس