الموضوع: لكل مثل حكاية
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2018, 07:10 PM   #85



الصورة الرمزية أبتسامة أمل
أبتسامة أمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 543
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : 01-29-2024 (11:03 PM)
 المشاركات : 8,275 [ + ]
 التقييم :  5309
 معدل التقييم : أبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond repute
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
عدد الترشيحات : 4
عدد المواضيع المرشحة : 2
رشح عدد مرات الفوز : 2
شكراً: 861
تم شكره 1,107 مرة في 612 مشاركة
افتراضي رد: لكل مثل حكاية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا حياة لمن تنادي

قصة المثل


كان في المدينةٌ تاجرٌ كثير المال ولم يكن في المدينة كلها أغنى منه

وكان له ولدٌ وحيدٌ لم يرزقه الله إلا به وماتت أمه وهو طفلٌ صغير فلم يتزوج من أجله وأغدق عليه المال والدلال حتى أفسده

وكان الأب كثير الصدقة وعظيم الاحسان وكان هناك رجلٌ فقيرٌ يأتي للأب في السوق كل صباحٍ فيُعطيه الأب كسراتٍ من خبز فطوره فيجلس بجوار محله ويأكلها ويحمد الله وينصرف ..

وحدث أن مرض الأب مرض الوفاة وخاف على ابنه أن يُضيع كل شيء وأن يُضيع حتى نفسه

حاول معه نصحه وعظه أرسل له من ينصحه ودون جدوى

كان لدى الابن مجموعة من الصحاب ملتفون حوله يأكلون ويشربون ويلهون وينفقون على حسابه ويزينون له سوء عمله ويصمون أذنه ويعمون عينيه

ويُخدرون عقله ويغطون على قلبه

لأن بقاء الابن على هذه الحالة فيه فائدة عظيمة لهم

وكان الأب ينصح .. يحاول … يعظ ودونما أي جدوى ..

كان صوت الرفاق أعلى من صوته بكثير

ولما شعر الأبُ بدنو الأجل استدعى أخلص خدمه وأمرهم أن يفتحو مجلس القصر وأن يقوموا ببناء سقفٍ جديدٍ للمجلس تحت السقف القديم

فأصبح مابين السقفين كأنه مخزن

وأمرهم أن يصنعوا في السقف الثاني بوابة ويضعون فيها سلسلة حديدية إذا سُحبت للأسفل تنفتحُ البوابة جهة الأرض ..

وأمرهم بأن يأخذوا كمية كبيرة من ذهبه ويضعوها خلف هذه البوابة مابين السقفين وألا يُخبروا بذلك أحداً …

وفعلاً تم له ماأراد ..

واستدعى ابنه ذات ليلة وأعاد الكرة في النصح والوعظ والأرشاد والتوجيه ولكن:

لقد اسمعت إذ ناديت حياً *** ولكن لاحياة لمن تنادي

لقد اذكيت أذ أوقدت ناراً *** ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرمادِ

ثم قال له :

بُنيَّ إذا أنا متُ وضاع منك كل شيء وأُغلقت الأبواب كلها في وجهك فسألك الله أن تعدني ألا تبيع هذا القصر مهما حدث وتحت أي ظرفٍ من الظروف أما إذا فكرت في الانتحار وقررت وعزمت ففي المجلس الكبير سلسلة معلقة أشنق نفسك بها فتموت في قصرك ميتة سهلة مستورة

لم يأخذ الولد كلام أبيه على محمل الجد واستمر في غيه ولهوه وعبثه حتى مات أبوه

وظل رفاق السوء ينفقون وينفقون وينفقون واستمر اللهو والمجون والعبث حتى بارت تجارة الأب فبدأ الابن يبيع محلات أبيه الواحد تلو الآخر

ثم البساتين

ثم القصور قصراً تلو قصر

ثم باع عبيد أبيه وجواريه

ولم يبقَ إلا القصر

فبدأ يبيعُ أثاث القصر القعة تلة القطعة وبأرخص الأثمان

وبدأ المال ينفد منه ويقل وبدأ الرفاق ينفضون من حوله الواحد تلو الآخر

وبدأ الجميع في التهرب منه والاختباء عنه حتى أنه كان يذهب لهم في منازلهم فيسأل عنهم فيسمع صوت صديقه يقول لخادمه قل له :
لست موجوداً!

ولم يكن لديه حتى مايقتات به !!!!!!
ملابسه تمزقت
نعله (( أكرمكم الله )) تقطعت

كل الذي كان يجده هو كسراتٍ من الخبز وبعضاً من الماء كان يُحضرها له ذاك المسكين الذي كان أبوه يُطعمه كل يوم

فضاقت به السبل وأُغلقت في وجهه جميع الأبواب وضاقت به الأرض بما رحبت ..

فقرر الانتحار

فتذكر كلام أبيه وتلك السلسلة في المجلس الكبير في القصر

وفعلاً قام وأحضر صندوقاً خشبياً ودخل المجلس الكبير ووقف تحت السلسلة

وصعد فوق الصندوق وربط السلسلة حول عنقه وأزاح بقدمه الصندوق بسرعة فائقة ليسقط مشنوقاً فيموت ميتة سهلة مستورة فيرتاح من الدنيا وكدرها

وفعلاً أزاح الصندوق برجله وسقط إلى الأرض متدلياً بالسلسلة حول عنقه ولكنه لم يمت فُتحت البوابة السرية في السقف الثاني وانهال الذهب عليه حتى أغرقه

فرح بالذهب فرحاً شديداً ثم وضعه في الصندوق وأخذ منه بعضه وذهب للسوق واشترى ثوباً جديداً وبعضاً من الطعام له وللمسكين الذي كان يُطعمه

وعاد إلى منزله

وبدأ في التجارة وبدأ في استراداد أموال أبيه وبساتينه وعبيده وجواريه واشترى تحفاً جديدة للقصر ..

وأصبح أغنى من أبيه بمرات ومرات

عَلِمَ رفاق السوء بحال وماصار إليه من عز وغنى وجاه فأرادوا العودة إلى سابق عهدهم معه

وفعلاً قاموا بصنع مأدبة ضخمة عظيمة له ودعوه إليها بدعوة مكتوبة بماء الذهب على حريرٍ أخضر!

ووعدهم بأن يجيب الدعوة!

وفعلاً حضر بكامل أبهته وزينته ومعه المسكين (( وقد أصبح مديراً لكل أعماله))

فقالوا له تفضل إلى الطعام …

فتقدم إلى الطعام وأمسك كم ثوبه بيده وأخذ يضعه في كل صنفٍ وهو يقول :
حياك الله ياثوبي حياك الله ياثوبي !!

وأراد الانصراف

فقالوا له : ماذا تصنع أتضع الثوب في الطعام ؟

فقال لهم :
أنتم مادعتموني أنا أنتم دعوتم أموالي وملابسي وهذا ثوبي قد أجاب دعوتكم

أما أنا فلا ورب البيت …وانصرف عنهم


 
 توقيع : أبتسامة أمل

🌷🌷🌷🌷


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أبتسامة أمل على المشاركة المفيدة:
 (03-12-2018),  (02-12-2018)