عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2014, 02:07 AM   #10


الصورة الرمزية واثقة الخطى
واثقة الخطى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 372
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 07-24-2018 (04:50 AM)
 المشاركات : 4,954 [ + ]
 التقييم :  4599
 معدل التقييم : واثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond repute
لوني المفضل : Cadetblue
عدد الترشيحات : 2
عدد المواضيع المرشحة : 2
رشح عدد مرات الفوز : 1
شكراً: 1,509
تم شكره 853 مرة في 588 مشاركة
افتراضي رد: القرامطه وسرقتهم للحجر الاسود



نكمل الموضوع

وسار أبو طاهر في السنة التالية، سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة (312) يريد الحاج أيضا، فاستولى على الكوفة، وكانت تقع في طريق القوافل إلى مكة، فانصرف الناس عن الحج ولم يحج أحد منهم في تلك السنة (12).وتتابعت هجمات القرامطة على الحجاج في السنوات التالية، حتى هاجموا مكة، واقتلعوا الحجر الأسود سنة سبع وعشرة وثلاثمائة (317).وربما كان أفضل من أرخ لهذا الحادث وأسهب في وصفه واستعص أطرافه، وبين غوامضه قاضي القضاء عبد الجبار الهمداني (المتوفى سنة 415 أو 416) أي أنه عاصر بعض من شهد حادث هجوم القرامطة واقتلاعهم الحجر الأسود، وقد أورد القاضي عبد الجبار وصفه لهذا الحادث في كتابه (تثبيت دلائل النبوة)، كما عاصر الحادث نفسه وأورد مختصرا له كل من أبي الحسن المسعودي (المتوفى سنة 345) في كتابة (التنبيه والإشراف).


وثابت بن سنان بن قرة الصابر (المتوفى سنة 365) في تأريخه عن القرامطة.وسنعتمد على هذه المصادر الثلاثة في إيراد وصف مجمل لهذا الحدث:غادر أبو طاهر القرمطي البحرين متجها إلى مكة فوصلها في أوائل ذي الحجة، وقد اجتمع الحجاج بها من كل مكان استعداد الأداء فريضة الحج فمنعه من بمكة من الحجاج وغيرهم من دخولها وحاربوه أياما، فلما لم يطقهم، أظهر أنه جاء حجا ومتقربا إلى لله، وأنه لا يحل لهم أن يمنعوه من بيت الله، وأنه أخوهم في الإسلام، وأظهر القرامطة أنهم محرمون، ونادوا بالتلبية، واستدعى رجلا من أئمة قريش بمكة وحلف له بالإيمان الغليظة أنه قد أمنه على دمائهم وأموالهم وحرمهم، وأنه لا يؤذي أحدا منهم، وأنه ما جاء إلا ليحج، إلا أصحاب الجند والسلطان، فإنه لا يؤمنهم، وقال: أنا لا أغدر..... ولو أردت ذلك لأمنت أصحاب السلطان ثم غدرت بهم، لكن لا لؤمنهم لأنهم يشربون الخمر، ويلبسون الحرير، ويعينون السلطان الذي يحجب عن الرعية، ويظلم اليتيم، والأرملة، ويشرب
الخمر، وسمع القيان فازداد الناس به اغترارا، وقبلوا أمانة، وأفرجوا له حتى دخل مكة في ستمائة فارس وتسعمائة راجل، ووضع الناس السلاح.فلما دخل وتمكن وسكن الناس، وثب بهم على غرة منهم، وقال لأصحابه: ضعوا السيف واقتتلوا كل من لقيتم، ولا تشتغلوا إلا بالقتل فل يزل كذلك ثلاثة أيام،
ولاذ المسلمون بالبيت، وتعلقوا بأستار الكعبة، فما نفعهم ذلك، وقتلوهم في المسجد الحرام، وما زالوا يقتلونه ويقولون لهمومن دخلة كان آمنا)، أفأمنون أنتم يا حمير) أما ترون كذب صحابكم، وأمروا من يصعد لقلع الميزاب، فصعد وهو يقول مستهزئا: هو في السماء وبيته في الأرض!!وسلب البيت، فاقتلع باب الكعبة، وكان مصفحا بالذهب، وأخذ جميع ما كان في البيت من المحاريب الفضة، والجزع وغيره، ومعاليق، وما يزين به البيت من مناطق ذهب وفضة، وقلع الحجر الأسود، ومقدار موضعه ما يدخل فيه اليد إلى أقل من المرفق، ثم جرد ما كان على البيت كسوة.

وقد اختلف الأقوال في عدد من قتل من الناس من أهل مكة وغيرهم من سائر الأنصار، فمكثر ومقلل، فمنهم من يقول ثلاثين ألفا، ومنهم من يقول دون ذلك وأكثر، وهلك في بطون الأودية و رؤوس الجبال والبراري عطشا وضرا ما لا يدركه الإحصاء.أما من قتل في البيت الحرام فقد رماهم القرامطة في بئر زمزم حتى امتلأت بجثث القتلى.وقد أشار نظام الملك في كتابة) سياسة تامة إلا أن القرامطة عندما فاجئوا الناس بالهجوم وأعملوا فيهم السيف، ألقى كثير من الناس بأنفسهم داخل الآبار، لكي يختفوا عن أنظار القرامطة، ولا يتعرضوا للقتل، ويعد انتهاء المذبحة، أمر أبو طاهر القرمطي أصحابه بأن يلقوا بجثث من قتلوهم في نواحي مكة في تلك الآبار، فوق الأحياء المختفين فيها حتى يموتوا بدروهم.وبعد انتهاء هذه المذبحة أمر أصحابه بنهب الحجيج، فجمع شيئا عظيما من الذهب والفضة والجوهر والطيب، ومن متاع مصر واليمن، والعراق، وخراسان، وفارس وبلدان الإسلام كلها... وسبى من العلويات والهاشميات وسائر الناس نحو عشرين ألف رأس.وقد ذكر المسعودي أن القرامطة بقوا في مكة ثمانية أيام يدخلونها غدوة ويخرجون منها عشيا، يقتلون وينهبون، حتى رحلوا عنها يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة 317.كما أشار المسعودي أيضا إلى أن القرمطي بعد خروجه من مكة عرضت له هذيل بن مدركة بن الياس ابن مضر، وهم رجاله في الضايق والشعاب والجبال، وحاربوه حربا شديدا بالنبل والخناجر ومنعوه من السير، واشتبهت عليهم الطرق، فأقاموا بذلك ثلاثة أيام حائرين بين الجبال والوديان، وتكن كثير من النساء والرجال المأسورين من الخلاص، واقتطعت هزيل ألوفا كثيرة من الأبل والثقلة، وكانت ثقلته على نحو مائة ألف بعير (14) عليها أصناف المال والأمتعة.*ويفهم من رواية أوردها الفاسي في كتابة (شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام) (15) أن أبا طاهر القرمطي لم يكن يريد في مبدأ الأمر أن يقتلع الحجر الأسود، وإنما كان يريد الاستيلاء على مقام إبراهيم، ولكن) سدنة المسجد قد تقدموا إلى حمل المقام وتغبيبه في بعض شعاب مكة، فتألم لفقده إذ كان طلبه، فعاد عند ذلك إلى الحجر الأسود فعلقه.والواقع أن المرء يحار عن السبب الذي دعا القرامطة إلى اقتلاع الحجر الأسود، وحمله معهم إلى البحرين، وربما نجد جواباً على ذلك عند الرحالة الاسماعيلى ناصر خسرو، الذي زار البحرين حوالي سنة 440، وكتب تقريرا مفصلا عن رحلته في بلاد القرامطة في كتابه) سفرنامه) وبين أن السبب في انتزاعهم الحجر الأسود أنهم زعموا أن الحجر مغناطيس يجذب الناي إليه من أطراف العالم، ويعقب ناصر خسروا بعد ذلك بقوله: لقد لبث الحجر الأسود في السا سنين عديدة، ولم يذهب إليها أحدا.


 

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ واثقة الخطى على المشاركة المفيدة:
 (09-07-2014)