التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا

العودة   منتديات تيرا الحب > الاقسام الادبية > يحكي أنـ ... !

يحكي أنـ ... ! [هـمـس روائـي ] وَ [ قـصـة قصيـره ] وَ أعذب ما مر على الأزّمـان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-18-2011, 06:38 AM
أحسن واحد بالعالم
أمير الاحساس غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]
كلما غنيت باسم امرأة اسقطو قوميتي.
وقالوا .
كيف لايكتب شعرا للوطن؟
وهل انتي شيء اخر غير الوطن؟
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1034
 تاريخ التسجيل : May 2011
 فترة الأقامة : 4747 يوم
 أخر زيارة : 06-21-2023 (06:09 AM)
 المشاركات : 3,734 [ + ]
 التقييم : 3826
 معدل التقييم : أمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
عدد الترشيحات : 8
عدد المواضيع المرشحة : 5
رشح عدد مرات الفوز : 4
شكراً: 193
تم شكره 488 مرة في 305 مشاركة
افتراضي احزاني تخنقني



في ليلية باردة من أيام شباط , ليلة انتحر فيها القمر ثم تكفن بالغيوم البيضاء في لحد السماء .



كان البرد قارصا وخد الأرض يبكي بدموع ثلجية , كل شيء صامت لا يسمع شيء سواء أنين رياح قطبية مجنونة تطارد أوراق شجر أنهكها الموت على الأرصفة ..

كان ذلك الطفل يلهو في ظلام غرفته, بينما كانت أمه في الغرفة المقابلة تحتضر.. تئن.. تتألم.

إنها تعلم أنها ساعة الوداع تهدأ قليلا ثم تذكر اسم الله على شفاهها المزّرقة الباردة وكأنها في مخاض ولادة الموت

ذلك الجنين الذي سمي قبل أن يولد والذي اعتراه الشيب قبل ان يصبح شابا .

الكل مجتمعون حولها , إخوتي الكبار.. والدها العجوز.. وأمها التقيّة .. التي لم تزل تذكرها بالله وأن الموت حق

وأن الساعة آتية لا ريب فيها , تمسك القرآن بيديها تتلو عليها آياته العزيزة , تحاول جدتي أن تخفي دموعها المحرقة

كي تبقى ابنتها قوية.

لكن أمي كانت تعلم انها النهاية , فراحت تحبس أنّاتها داخل صدرها ثم بدأت تبتسم في وجه أمها كي تخفف عنها عناء الوداع..

في هذه اللحظات كنت داخل غرفتي أسترق السمع كنت أسمع أصواتهم
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]يفتحون باب غرفة أمي يبكون بحرقة ثم يتماسكون ويعادون الدخول لم أكن مدركا ما الذي يجري من حولي وانا حبيس مكاني فجأة لزم الصمت المكان .. هدوء أحمق وترقب مترافق بترقب طفولي بريء لقد حانت لحظة الحقيقة المفجعة انفجر المكان بالبكاء لم أصدق ما جرى وبتفكير طفولي وامل مشوّه اعتقدت ان بكائهم ضحكات ربيعية فرحت كثيرا ورحت أرتب نفسي لعناق طويل الأمد مع تلك المرأة الطيبة مع تلك الأرض الخصبة المعطاءة مع تلك الأم الصبورة المربية لم انتظر طويلا حتى , فتح باب الغرفة ’لقد صعقت تماما عندما رأيت جدي يدخل لغرفتي دون أن يراني .. انفجر بالبكاء راح يضرب الحائط بيده ويبكي ..ويبكي مثل طفل خطفوا منه أمه , دهشت كثيرا اختنق صوتي

صرت أصرخ لكن من غير صوت.

ثم أدركت أنها رحلت .

ركضت الى غرفتها متجاوزا حدود الحقيقة , حاولت اختراق قامات اخوتي , لم أتردد فتحت باب غرفتها

حتى وصلت الى حدود جثمانها الملقى على الفراش , صرت ابحث عن دفئ أتلمسه او اشعر به لكن برودة المكان أذابت ذلك الدفء .

لقد رحلت.

اقتربت منها أكثر محدقا بذلك الجسد الطاهر أراقبه علّه يطلق إشارة أمل واحدة تكذّب كل الحقيقة لكن أمي رحلت

وبقيت الحقيقة لم ترحل.

أسرعت جدتي الي ,عانقتني بعمق لم أشهده من قبل والقرآن لا يزال في يدها لكن جدتي تلك المرأة الجبّارة

أنكسر جبروتها أمام حقيقة مريبة ,حقيقة الأم التي ودّعت حياتها للتو , والطفل الذي بدأ للتو استقبال حياته ’بكت جدتي

لقد هزمها دمعها وهزمتها الحقيقة .

لقد مر على هذا المشهد ثلاثة وعشرون عاما ولا يزال البرد يخترق عظامي وها انا ذا أقف بجانب قبرك, يرتجف التعبير في جوانحي

لكنني سأترك لك هذه الرسالة, سأدفنها بجانب قبرك تحت شجرة الزيتون التي تضلله أقرأيها كلما أذن الفجر لأنني أعلم أنك كنت تحبين هذا الوقت كثير في حياتك.

امي أخط لك هذه الكلمات من أنامل طفل جهل الحياة ليتعلم ثقافة الموت كبر في العتمة فضائه زاوية ضيقة وأبجديته حزن

قاموسه كلمة واحد ه....أمي

امي التي خرجت من رحمها وردة حمراء اللون كدمها

امي التي أوصلتني الى هذا البر ثم ابحرت الى ما وراء حدود الزمن

امي التي أودعت روحها وجروحها في جسدي ثم أعطتني قبلة الحياة وانطلقت مسرعة الى ذلك المنزل الصغير لتحكي بين أضلعه كل حكاياتها لتحاور التراب عن تاريخها , هنا فقط يستطيع التراب أن يتفهّم جرح الياسمين.

لا زلت اذكرك واذكر بكاء تلك الوسادة وهي تعانق شعرك بحرارة افتقدها أنا وانت.

ولا زلت أذكر تلك الدمعة التي خرجت مني كالسكين تمزق قلبي قبل وجهي

أه كيف يستطيع المرء يا أمي أن يرى جذوره تقتلع وأن يرى قلبه يختطف في وضح النهار ويبقى صامتا دون بكاء .

لازلت أذكر ذلك الدرب الذي سلكته وانا امشي وامامي نعش مليء بالأحلام الميتة مليء بضحكات البكاء وثرثرة الامل.

لازلت اذكر صمت المشيعين ونظراتهم الى ذلك الطفل الذي أصبح هرما قبل ان يكبر

امي لا تزال تلك الصرخة التي صرختها امامك وانت ممدة على ذلك الفراش تصافحين الموت تستقبلينه

لا تزال تصرخ في اعماقي تقتلني الف مره وفي كل مره تخترق سكوني المؤلم

اقف الان أتلمس ذلك القبر علّه يشعرني بحياتي التي افتقدتها يشعرني بحضنك ودفئك

اصرخ امام قبرك بذلك الصمت اصرخ من اعماقي أناديك واعلم علم اليقين بانك تشعرين بي

واعرف اني لا استطيع الوصول اليك

اخبريني الم يحن الوقت لكي استريح معك واقاسمك ذلك القبر

الم يحن الوقت لكي افترش معك هذا التراب

ام هناك بقية لعذاباتي.

تعبت امّاه وقد حان الوقت لاعود الى رحمك تعبت وقد حان الوقت غاليتي لان أكون معك

فهل تستطيعين ان تأخذيني اليك هل تستطيعين ان تعيديني الى احشائك جنينا لا يدرك في هذا العالم الا انه انت

اثق يا امي باستطاعتك .....وانتظرك.







طبعا الله يطول بعمر امي




 توقيع : أمير الاحساس


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
..., ...., ....., ليلة, أيها, مواضيع, منها, موضوع, مكان, أكثر, الأم, المرأة, الأرض, الله, الموضوع, الام, الان, الذي, التي, الحياة, الدخول, اليك, العالم, الفجر, امها, الوقت, القمر, القبر, الكل, ااااا, اختراق, اسمك, اعلم, ثلاثة, تبتسم, تحاول, ثرثرة, تعلم, بـــ, تفكير, تقتل, بكاء, دمها, دموع, حاول, يبقى, يبكي, حياتك, يدخل, جديد, دخول, جروح, حزينه, يعين, جنينا, عليه, عجوز, غرفة, عشرون, عناء, عندما, فيها, فيكي, ـــل, ولادة, ولها, واحد, واحدة, واعرف, وانت, نفسي, نهاية, طبية, قلبي, قليل, قبلة, قدها, كلمات, كلمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

تصميم و وتركيب انكسار ديزاين

الساعة الآن 12:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى