"صديق منفي"

	كانت حبالُ صداقةٍ لولبية وصلتنا لمدةٍ من عصورنا وباتت لي الآن منسية فهنا رفعتُ قضيتي وبات الأمر بيد محكمة الصداقة محكمة الصداقة تحكم على الصديق الخائن في الهجر والنفيان فهو لم يعد يتحلى بصفات الصديق الحقيقي هذا هو القرار وغير قابل للطعن أو للنقض فقد جرح القلب بِسكينٍ ذو حدين حداً لامس عُنُقي وحداً لامس ألمي نعم غيرتُ مساري وأتجهتُ نحو غضبي أحذر الصديق أحذر ممشاك معهُ على أي طريق هُنا أ’خاطِبُك أ’خاطِبُ الحياة أ’خاطب الآهات كانت صداقتي لك كأرضٍ بيضاء ونبتت عليها شجرةٌ مثمرة كانت جذورها المحبة وأعضائها الوفاء أتذكر؟؟ أتذكر كيف كنتُ أستسقيها بيميني وكيف كان عرقي يسيلُ على جبهتي رغم ذلك لم أشعر بيوم ٍ ما أنني متعب والآن قد أمسيت خائناً يا صديقي ولن أرفع عنك العتب بل سأسحقك من سطّري ومن تاريخي وقلمي وليلي ونهاري وحزني وفرحي (يخون من يخون فأصبحت الصداقة فرقاً للكمون ) ومُعادلةٍ لن تُحلها إلا معجزات الله جل عُلاه لن أ’سامِحُكَ حتى يأتي يوماً تلتصِقُ بهِ الأرض بالسماء أو إن طافت النجوم فوق البحار فقطعاً قطعاً لا تذرف دموعك كذباً وترجو منّي السماح الآن أ’خاطِبُك كرامةٌ لأيامِ الصِحاب فأنا أحفظُ لزماني الوفاء صديقي: تِلك هي رسالتي فمن الآن أعلنتُ حرباً تدوم وتدوم وإن كانت حربُ المهلهل دامت لأربعين عاماً فأنا أ’علِنُ لك حربّي ليوم الدين لا لا لا تذرفُ دموعك كذباً وترجو مني السماح وهل باتت الأفاعي تطلِبُ السماح بعد أن تُطلِقُ السموم أم أنها تسيّرُ فريستها إلى فخٍّ آخر فليسمعوا صوتي السقيم فأنا أ’نادي من غدرك يا صديقي أمَّاه ؟ ربَّاه ؟ أيها الزمان؟ أيها الفرسان؟ كيف لي السماح وكيف لي وكيف ألست أنت من فقدتُ بسببهُ حياتي وبتُ كائناً أعيشُ بقدرة الله فأنا بحكم الحياة ميتٌ أعيشُ الفناء ألست أنت من جعل لجرحي في صميمُ القلب أشكالاً هندسية تعددت أنواعها : دائرةٌ ينحصرُ بها العذاب وزاويةٍ بات بها الخراب وقائمةٍ ناحت من الغدر والخيانة وأعلنتها إلى الله وأعالي العُلاء أهاً أه : ضعيفٌ أنا وقلبي فطيبتُ القلب وضعتني في أرجوحة الغدر وأصبحتُ سُخريةٌ للبُلهاء السُقماء !! لأجلكَ :أستقلتُ من الحياة ولذاتها فعش ما شئت يا صديقي فإنك ميت لا مُحالة وأحب من شئت فإنك مُفارِقهُ لا مُحالة هذه آخر رسالة وأنصُ لك فيها ما يلي : بحق من رفع السماء عن الأرض وبحق من جعل النجوم بعيدةً عن الفضاء وبحق من خسف أرضاً بقوم ٍ ألمّوا بديننا العناء لن أ’سامحك حتى إن كان عنواني هو النقاء نعم قد عدلتُ مساري ولم أعد لك صديق وأصبح قلبي كالصوان وأحجاراً من كل الألوان وجفت ماء نهري التي كنت تستسقي بِها أخوّتي وحبي لك (فيا صديقي) تجوّل وتحول ومن ثم تحوّل وتجوّل لعلكَ ترى الحياة من أسمها أكبر أرحل ولك مني الوداع ف وداعاً وليس بعد وداعي لِقاء فالله ناظراً وحاكماً ونارٌ منهُ ستأتيك يوماً وتُحرِقُكَ إحتراق شكوتك إلى الرحمن الرحيم العالم العليم المنتقِمُ الحليم شكوتك إلى الرحمن الرحيم العالم العليم المنتقِمُ الحليم *********************** بقلمي *********************** موسى محمد موسى *********************** 19/10/2011

سلمت يداك كلام في غاية الروعة
دمت بتألق
ودي