#1
|
||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||
رسائل عطرها رماد
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] كَثيرةٌ هِي الْأَوْقاتُ الَّتي أَتَعَطَّشُ فِيها لِصَوْتٍ يُدَمْدِمُ جُرْحاً بِدَاخِلي يَنْزِفُ وَلَكِن لا أحَدَ سِواكَ يَا وَرَقُ يُعْطِينِي حُرِّيةَ وَشْمِ جَسَدِه بـِنَدْباتٍ يَرْشُقُهَا الْوَقْتُ وَ يَرْحَلُ. لا أعْلمُ مَا هِي عُقْدةُ الْوَقْتِ مَعي ؟ حِينَ أنْتَظِرُ الْأشْيَاءََ لا تَأْتي في وقتِها َوحِينَ أمْقُتُها تأتي في وَقْتِها كأنَّ الْوَقْتَ يُحَرِّضُها عَلَى عِِصْيَاني، نِسْيَاني لا أعْلَمُ قَدْ أَكُونُ أنَا لعْنةً عَلَى الْوَقْتِ، كَمَا تَقُولُ أمِّي : " أَنْتَ لا تَأتي إلاَّ في الْوَقْتِِ الضَّائِعِ "، بِالْمُناسَبَةِِ : مَنِ الضَّائعُ أنا أَمْ الْوَقْتُ ؟! [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] بائعُ الْوَرْدِ لم يَعُدْ مَوْجُوداًً في زَمَانِنا هَذَا، فَفِي زَماني كَثُرَ باعةُ الشَّوْكِ.. فَهُمْ يَغْرسُونَها في أَقْدَامِ الْمَارَّةِ بمحْضِ غَفْلَةٍ فانْتَعٍلوا الطُّرُقاتِ حَتَّى لا تُشَجَّ أقْدَامَكُمُ [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] أَخْبَرَتْنِي سَالِفاً : أنَّهَا تخَافُ (وأْدَ الْبَناتِ) .. و أنَّ مجرَّدَ الْحَديثِ عَنْ هذِهِ الْمُعْضِلَةِ يجْعَلُ نبضاتِها الصَّغيرهِ تَرْكُضُ دون هَوادةٍ بعكْسِ اتجاهِ الرٍّيحِ ..! و كُنْتُ أخْبِرُها أني أنا الاخَرَ أخْشَى (وأد الأمنياتِ) و أنَّ الأمنياتَ هُنًّ بناتٍيَ اللاّتي لم أمنحنهنَّ اسْمِي ..! ...فكَانتْ تربت على كَتِفي.. .. و تمضي بنِصْفِ ابتسامةٍ خاويةِ الملامحِ،‘ [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] ،‘ كانت تَعْشَقُ الْبَلَلَ و تَثِبُ طويلاً تحت المطرِ .... ثُمَّ تَرْكُضُ... وتَقِفُ أمامي فَجْأَةً ... و تحضنيّ ..‘ دُونَ أنْ تَنْبِسَ بِكَلِمَةٍ .. كَانَتْ اِمْرَأةً غَريبةَ الْأطْوَارِ، أَرْغَمَتْني عَلَى عادةِ التَّجَسُّسِ الْبَغيضِ أُراقِبُ تحرُّكاتها أثْناءَ نَوْمِها كَانَتْ كثيرةُ التَّقَلُّبِ أثناءَ النَّوْمِ... وَ كَأنَّها تُصارِعُ الْمَوْتَ وَلَكِنَّ (سِرَّ الْبَلَلِ) باتَ يُعَشٍّشُ في ذاكِرتي وَ ظلَّ يَشُلُّني عَنِ الْمُضِيِّ في نسيانِهِ، حَتَّى وَجَدْتُها تَكْتُبُ سِرّاً : " أعْشَقُ الْبَلَلَ لِأنَّهُ لا يجعَلُني أحْتَاجُ الدُّمُوعَ فَإِني أخْشَى الْجَفَافَ " ... أَكانَتْ تَبْكِي بِعَيْنِ السَّمَاءِ ! [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] اللَّحَظاتُ الثَّمينةُ نخبئُها في ذاكِرَتِنا .. خَشْيَةَ أَنْ يبيعَهَا النِّسْيانُ بِـ أبْخَسِ الْأثْمَانِ، فَالْحُزْنُ يا صَديقِي كافِرٌ يَزْرَعُ الْجُوعَ بِذاكِرتي حَتَّى أجْتَرُّ كُلَّ قِطْعَةِ وَجَعٍ وَ أَتَقَيَّئُهَا‘‘ [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] انْتَبِذُ عَنِ الضَّجيجِ وَ أَغْرِسُ رَأسِيَ بِكُومَةِ تُرَابٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ أَصْوَاتَ الْأَمْوَاتِ وَ شَهَقَاتِهٍمُ ! أَهِيَ الْمَقَابِرُ مُوحِشَةٌ كَغُرْفَتي أَمْ أشَدَّ وَحْشَةً ! يَقُولُونَ : أَنَّ الْمَقَابِرَ تَتَضَوَّرُ جُوعاً، أَحِينَ نَمُوتُ، عِظامُنا سَتَلْتَهِمُها الْأَرْضُ.. وَ تَلْعَقُ أَجْسَادَنا ! أَحْضِرُوا لي مَيِّتاً يُخْبِرُني كَمْ هُوَ الْمَوْتُ مُوحِشٌ ! أَرْجُوكُمْ لا تَقُولُوا كَمَا قَالَ صَدِيقِي: "دَعْكُمْ مِنْ هَذَا الْمَجْنُونِ" . [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] لـِ حَبيبي قَلْبٌ كَالسُّكَّرِ يَذُوبُ في الْمَطَرِ، حِينَ يمْشِي ‘ يرْقُصُ الزُّهُورُ تَحْتَ قَدَمَيه .. وَ يَنْمُو الْفَرَحُ في أَوْرِدَةِ الْأَرْضِ وَ تعَشْوِشْبُ الْأَرْصِفَةُ .. وَ يَتَعَرَّى الشَّجَرُ مِنْ أَوْرَاقِهِ .. وَ يُصْبِحُ الْكَوْنُ خَرِيفاً كَعَيْنَيْهَ .. وَ حِينَ تَنَامُ تَتَشَرَّبُ الطُّرقَاتُ الْهُدُوءَ .. وَ تَنْطَفِئُ الْمَنَارَاتُ .. وَ يَنْتَحِرُ الضَّجِيجُ عَلَى شَفَتَيْهَ .. وَ يُقَبِّلُ الْقَمَرُ جَبينَهَ لِيُحْصِيَ أَنْفَاسَهَ .. حَتَّى يسْتَيْقِظَ .. ‘ لِـ يَسْتَيْقِظ الصَّبَاحُ وَ يَتَنَفَّسُّهَ ..! [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] الثِّقَةُ،‘ كَنْزٌ ثَمِينٌ بِالنِّسْبَةِ لي دَفَنْتُهُ في بَعْضِهِمُ وَلَكِنَّهُمُ اخْتَلَسُوه ُ وَ هَربُوا ـ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِمُ ـ ،‘ أَصْبَحْتُ فَقِيراً جِدّاً في تَعَامُلي مَعَ الْآخَرِينَ، أُعَامِلُهُمْ بِحَذَرٍ فَلا شَيْءَ لَدَيًّ لأمْنَحَهُمْ إيَّاهُ فَما عُدْتُ أَمْلِكُ وَجْهاً يَحْتَمِلُ صَفَعاتِ الْخَيْبَةِ .. فَلَمْ أبْرَئ بَعْدُ مِنْ تِلْكَ الثَّغَراتِ الَّتِي أَحْدَثَتْها أَصَابِعُهُمُ الْكَثيرَةُ في وَجْهِي..! [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] شَعْرُ الشَّمْسِ الذَّهبي أشْعثاً هَذا الصَّبَاح .. لم يمشط الدِّفء خِصْلاتها، كلُّ شَيْءٍ يَبْدوا جامِداً .. حتى فِنْجانُ قَهْوتي .. تجمَّد قَبْل أنْ يَذُوبَ دِفْئاً بَيْن شفتَيْها الْمُكْتنِزَتَيْنِ .. ،‘كانت تحدِّثني طويلاً عنْ رِحلةِ النُّورِ في أوْردةِ الْحَياةِ وتهمسُ لي : "إني أخافُ مِنَ الظَّلامِ" . تَرْوِي لي أنَّ هُناكَ عجوزاً شَمْطاءَ تطارِدُها بعصاً سِحريةً، كانت بريئةً جداً حتى بحِكاياتِها الْخُرافية . لكنَّها تَلاشَتْ مع الضَّبابِ وَ أصْبحتُ بذعر أتَلَمسُّها مع حُبَيْباتِ الرَّمْلِ النَّاعمةِ، أشْتَمُّ رائِحَتَها في أصَابعِ الْحَطبِ الْمُحترقةِ، أَرَاها عَلَى سَطْحِ قَهْوَتي تَطْفُو . أتُراني أتَوَهَّمُ!؟ [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] قَالَ لي أحدُهم "إنَّ شِفاءَ الْأحْلامِ لا يكُونُ إلا بِتحَقُّقِها أَوْ مَوْتِها" وَلكِنَّ أحْلامِيَ الصَّغيرةَ لا تتحقَّقُ وَ لا تَمُوتُ ! ،‘ حَاوَلْتُ شَنْقَها، دَهْسَها، قَتْلَها، وَلَكِنَّها كانَتْ تَتَشَبَّتُ بِالْحَياةِ تَسْتقي الْعِنادَ مِنْ شَخْصِيَّتي و تنْسِجُ مِنَ النُّورِ شِفاهاً لِتتنَفَّس بها .. [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] هُنَاكَ عادَةٌ بَغِيضَةٌ أَدْمَنْتُها حتَّى بَاتَتْ جُزْءاً مِنْ شَخْصِيَّتي الرَّعْنَاءَ (كَثْرَةُ التَّسَاؤُلِ) : لِمَا الْمَطَرُ وَ الْمَاءُ وَ كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٍ لاَ لَوْنَ لَهُ !؟ لِمَا الْهَواءُ وَ حُضْنُ أُمِّي وَكُلُّ شَيْءٍ ثَمِينٍ لاَ رَائِحَةَ لَهُ ! ؟ لِمَا الْأَشْياءُ الَّتي لاَ صَوْتَ لَهَا لاَ نُحِسُّ بِسُقُوطِهَا إِلاَّ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ؟ ،‘ تَتَقَافَزُ أَسْئلَتي بَحْثاً عَنْ إجَابَةٍ تُرَوِّضُهَا .. وَ الْأَرَقُ يُطَارِدُ النَّوْمَ في سَاحَاتِ عُيُوني حتَّى يُقْصِيهِ .. [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] الْأُمْنِياتُ الصَّغيرَةُ الَّتِي لاَ تَنْمُو كَيْفَ تَتَنَفَّسُ وَكُلُّ شَيْءٍ يَخْنُقُها كُلّ فَجْرٍ أسْتّيْقِظُ خِلْسَةً أَنْثُرُ أَحْلاَمِيَ بِوَجْهِ السَّمَاءِ وَ أُغْمِضُ عَيْني : وَ أتَمَنَّى أُمْنِيَاتٍ كَثِيرةٍ كَثيرة بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَ كَأَنِّي حِينَ أتَفَوَّهُ بِهَا أَحْكُمُ عَلَيْها بِالْإِعْدَامِ، لَكِنِّي الْآنَ أيْقَنْتُ أنَّ الْأُمْنِياتَ لاَ وَطَنَ لَهَا.. يَجِبُ أَنْ تبْقَى مُشَرَّدَةً وَ تَبِيتَ عَلَى الْأَرْصِفَةِ حتَّى لاَ تُصَابَ أَجْسادُنا لِتَذْبُلَ بِخَيْبَةِ ظَلاَمٍ تقطن ..! [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] ‘ غَارِقَةٌ آمَالُنَا بِضَجِيجِ حُزْنِنا الْبَغيضِ مَنْ يُنْقِذُهَا حِينَ تَكُونُ أيْدينا مُصْفَدَةً، كَيْفَ تتَنَفَّسُ / تَحْتَ سَطْحِ الظَّلامِ ؟ وَمَنْ سَيُعِدُّ لها حُرِّيةَ الْحَياةِ بِحَياةٍ ! [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] قَالَتْ لي: بَعْضُ الْأَصَابِعِ تَكْسِرُ الزُّجَاجَ لِتَتلَذَّذَ بِانْسِكَابِ الدِّماءَ وَالتَّمَرُّغِ بها .. قُلْتُ لها: شَذَرَاتُ الدَّمِ الْحَمْرَاءِ تُغْرِي عَلَى الْإِسْهابِ في الْوَجَعِ وَالْحَنينِ .. قَالَت: أَكْرَهُكَ يَا سَادِيَ الْوَجَعِ وَمَضَتْ .. يَالها مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ ! ..... يَالها مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ ! ............ يَالها مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ ! |
06-02-2012, 06:19 PM | #2 |
|
رد: رسائل عطرها رماد
متصفـح له عبـق عميـق يفـوح منهـ
عطـر ذوقـكـ في إنتقـآء طرحـكـ أتمنـى أن لآ يجف نهـر ذوقـكـ الرفيـع تحيتي لسمـوكـ ..> [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا][عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا] |
|
06-30-2012, 05:08 PM | #3 |
|
رد: رسائل عطرها رماد
ماأأروعه من حضور عبق
دمتي وفية لمتصفحي كل الود لك |
|
07-01-2012, 05:51 PM | #4 |
|
رد: رسائل عطرها رماد
مشكوره على جهدك الرائع وذوقك الرفيع اللي دوما كتعوديين عليه
ارجو من الله ان يحفظ الجميع بحفظه |
تعلم من تجارب الأخرين
|
07-02-2012, 11:58 PM | #5 |
|
رد: رسائل عطرها رماد
أهلا وسهلأ اخي نورت المتصفح
اسعدني حضورك الطيب وردك الحلو تقبل شكري واحترامي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|