كيف السبيل إلى الراحة

يتوق الكثير منا لذلك الشعور المسمى بالراحة ولكن كيف يمكن ذلك ونحن نعيش في دار الشقاء والتعب فلا يوجد بها أي نوع من أنواع الراحة ،

فكلما حققت أمراً وجدت صعاباً كثيرة في تحقيق الآخر وتظل روحك في كبدٍ مستمر لا ترقى إلى راحة أو تهنأ بها فهي في صراع مستمر لا يتوقف مع الحياة ولو توقف للحظة فسوف يعود إليها مرة ثانية عند المرور بمواقف أخرى أو التعرض لأي عوائق أو معرقلات تعترض طريقها ، فما الذي يُوصِّل المرء للشعور بالراحة ؟ ،

إن هذا الشعور يكاد يكون مستحيلاً في ظل تلك المشاحنات والمشاكسات التي نمر بها طوال الوقت سواء مع أنفسنا أو مع الآخرين ،
فالراحة الحقيقية إنما تتمثل في أمر واحد هو الشعور بالرضا بكل ما نملك وعدم التفكير فيما ينقص تلك الحياة التي نعيشها ، فكل امرئ تَعُج حياته بكل من النواقص و الكوامل فلا توجد أمور كاملة طوال الوقت وعلينا تَقبُّل الأمر الواقع وعدم الاعتراض المستمر على كل ما يحدث لنا فهذا نوع من التبطر على نعم الله وعدم القدرة على الحمد والشكر الذي يزيد فضل وعطايا الله لنا ،

فليحاول كل منا أنْ ينقب و يحظى بذلك الشعور الدفين الموجود داخله إنْ تحلى ببعض الهدوء وانزوى في ركن معين ينظر من خلاله لكل تلك النعم التي حباه الله إياها من غير حول له ولا قوة ووقتها سيعرف السبيل للراحة التي لا يستشعرها سوى من يملك بقلبه المزيد من القبول للحياة والتسليم بالأمر الواقع حتى تهدأ نفسه وتستكين وتنعم بكل ما تملك حتى وإنْ كان قليلاً بعض الشيء فسوف تراه كنزاً لا يُقدَّر بثمن إنْ لم تنظر لما يملك الغير ولو من باب الفضول ،

فعَقْد تلك المقارنات هو ما يجعل الواحد منا ساخطاً على حاله لا يُقدِّر ما وهبه الله من مميزات تزخر بها حياته دون أنْ يشعر بها أو يلتمس أثرها ودورها الفعال في تسيير مجرى حياته دون أي تعطيل أو تأخير ، فكل الأمور تتحقق بميعاد معين لا دخل لنا فيه ولو حاولنا بكل مقدورنا فما علينا سوى الانتظار والتحلى باليقين الكامل بقدرة الله على منحنا ما نصبو إليه ولو بعد حين ومن هنا سنصل إلى الشعور الكامل بالراحة الذي يملأ النفس والعقل والبدن فيمنع المرء من السقوط في قاع الحزن والشجن واليأس ويُغْدِق قلبه بالأمل والتفاؤل والإقبال على الحياة ،

فعلينا أنْ نُغْلِق على أنفسنا الباب ونفكر بروية وتعقل ونتأمل ونتدبر في عطايا الله التي تحيط بنا من كل صوب وحدب قبل الاستسلام لذلك الشعور بالامتعاض والحنق الذي يصيب نفوسنا بفعل الرغبة في الوصول لذروة الراحة طوال الوقت رغم علمنا أن هذا أمر محال ، صعب المنال ولنكف أيضاً عن التطلع لما ليس بحوزتنا أو لم يكتب لنا أو يكن من نصيبنا ذات يوم حتى ننال مكآفات الله التي لا تنتهي والتي تستحق الصبر والجَلد ...

نصيحة صيغة بطريقة جميلة أتمنى
في ظل هذا الزحام أن نرى إيجابياتها على الجميع