الموضوع: قصص من سوريا
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2012, 05:08 AM   #9
أحسن واحد بالعالم


الصورة الرمزية أمير الاحساس
أمير الاحساس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1034
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 06-21-2023 (06:09 AM)
 المشاركات : 3,734 [ + ]
 التقييم :  3826
 معدل التقييم : أمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond reputeأمير الاحساس has a reputation beyond repute
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
كلما غنيت باسم امرأة اسقطو قوميتي.
وقالوا .
كيف لايكتب شعرا للوطن؟
وهل انتي شيء اخر غير الوطن؟
لوني المفضل : Cadetblue
عدد الترشيحات : 8
عدد المواضيع المرشحة : 5
رشح عدد مرات الفوز : 4
شكراً: 193
تم شكره 488 مرة في 305 مشاركة
افتراضي




توقف قائد ( الميكرو ) بالناس إلى الزبداني عند الحاجز الأمني ..و كالعادة سلم الركاب بطاقاتهم الشخصية إلى الجنود هناك..و بدأ الجنود ينادون على كل اسم و هم في حالة ضجر واضحة ..حتى أنهم لايتابعون وجوه الركاب و لا يكادون يسمعون ردودهم ..نادى العسكري :_إلياس (....)..رد أحدهم من مؤخرة الميكرو..( نعم ) .كرر العسكري دون أن يكلف نفسه النظر إلى الركاب ..( أين إلياس )؟ فقال الرجل :( ليكنا هون ).. و إذ لم يعرف العسكري أين هو فقد صاح : ( إلياس وينه )؟ فصرخ الرجل :(لك هون ..وين بدي كون )؟! عندها رآه العسكري فقال له بانزعاج و تحد : ما رأيك أن أنزلك و تجلس عندنا ساعتين..؟ فرد إلياس بحدة :( إي بنزل )..قال العسكري :( إنزل لشوف ) تدخلت امرأة في الأربعينات تجلس مع ابنتها الصبية في المقعد الذي أمام إلياس ..( شو ينزل ..! عم يمزح معك ..مو قصده يرفع صوته عليك..) جاء عسكري آخر و قد حمي لصاحبه ففتح النافذة المواجهة لإلياس و صرخ ( بدك تنزل و لا بشدك من راسك من الشباك ؟ فوق ما عم نتحمل الشوب و التعب من أجلكم ..؟ صارلي ستة شهور خالص من العسكرية و محتفظين فيي مشانكم..يلعن..أولاد ال...) و انطلقت من فمه شتائم بذيئة و مقذعة ..استدارت المرأة و أغلقت النافذة في وجهه و هي تقول : يكفي كلاماً وسخاً ، في الباص نساء و لا نقدر على سماع هذا الكلام ..أشاح عنها العسكري و لم يرد .. جاء عسكري ثالث ضخم فخلع سترته و أعطى سلاحه لرفيقه و شمر و هو ينادي ..( إنزل لفرجيك ) و دخل إلى الميكرو محاولاً الوصول إلى إلياس الذي يجلس خلف الصبية ..انفجرت الصبية بالبكاء و هي ترتجف ..و العسكري يصرخ : ( بعدي هيك ..انزلي ) أمسكت المرأة الوقور بابنتها قائلة : (إياك أن تنزلي) و التفتت إلى العسكري :- لن ننزل أبداً لأنكم ستأخذونه و هو لم يفعل شيئاً ..تجمهر عدد من العساكر حول الباص .. أحد المتخاذلين من ركاب الباص قال : (انزلوا بقى و خلوه ينزل عطلتونا ..)!! أشاح الركاب عنه بانزعاج ..أحد العساكر من خارج الباص قال مستهجناً (حاج بقى رعبتم البنت )..!! خفض العسكري صوته قليلاً و قال :-انزلي لن نفعل به شيئاً ..قالت : لماذا تأخذونه إذاً..؟ و ازداد بكاؤها.جاء قائدهم و كان متكئاً في المقهى : مالأمر ؟حكوا له الحكاية ..فظهر على وجهه اللامبالاة و انصرف .التفتت الفتاة الى العسكري المتذمر من بقائه في العسكرية و قالت : لماذا تتعاملون معنا هكذا؟ أنتم إخوتنا ، و لنا إخوة و أقارب يقضون خدمة العلم معكم ..و نحن نقدر تعبكم .. و لاذنب لنا في معاناتكم ..قال: انزلوا ..لن نفعل به شيئاً ( خلص هذا وعد ).. نزل الجميع من الميكرو.. و أخذوا إلياس جانباً و حققوا معه..ثم قالوا : هيا اصعدوا .. قالت المرأة: حتى يصعد الياس .. و لن نتحرك من دونه ..فلما صعد الجميع ..أطل العسكري من باب الحافلة _و كأنه يحاول رد اعتباره _قائلاً :( إلياس ..اسمك عندي ..منشوفك لما تمر علينا مرة ثانية ).. تحرك الميكرو نحو الزبداني و إلياس ( المسيحي كما يبدو من اسمه ) يستغفر الله و يعبر عن شكره للمرأة و ابنتها..قال أحد الركاب متعجباً و هو يتأمل المرأة و ابنتها بلباسهما الإسلامي المحتشم .. ( كأنه قريبكم حتى تدافعوا ؟! ) قالت المرأة :- كل السوريين إخوتنا و لا يجوز أن نقف متفرجين أمام ظلم يقع على بريء ..رجل وقور من المقاعد الأمامية التفت إليهما قائلاً :حياكم الله على هذا الموقف البطولي ..( ما خفتم من سلاحهم ؟!) قالت السيدة بيقين رائع : كلمة الحق أقوى من كل البنادق .. و الجنود أنفسهم يعرفون ذلك في أعماقهم


 
 توقيع : أمير الاحساس



رد مع اقتباس