غريبا دون آنس
عندما فكر فى الهروب من كل ما يشغله ويجعله متوترا .. مختنقا بكثير الأحداث .. متألما من قلة التحكم بها .. فقرر الهروب بعيدا .. لكى يجعل من نفسه متخفيا أمام من سيراهم .. وكأنه انسان جديد لا يحمل أيه توترات .. أو مشاحنات .. فذهب .. وربما أيضا أراد تغيير .. أسمه .. وربما هيئته .. لكى لا يتذكر ما جعله هاربا .. من نفسه وآلامه .. وظل يقابل الأشخاص الذين لم يسبق له رؤيتهم .. وأماكن .. لم يسبق له أن ذهب فيها .. وحاول التأقلم على دنياه الجديده .. ولكن .. لم يستطع .. فشكله الخارجى الغير معلوم لدنياه الجديده .. لم يكن سببا .. فى اخفاء جوهره الهارب منه .. فكلما حاول أن يغيب عن الوعى .. تذكر جوهره الذى يلاحقه .. حتى فى دنياه الهارب اليها .. وربما احتار فيه الكثيرون ممن تعرفوا اليه .. وربما أيضا التخوف بأشياء به .. يحاول أن يخفيها عنهم .. ووسط دنيا ظن أنه هارب اليها .. يرى بالعيون .. أنها تخترق ذاته .. بل وتحاول أن تفضح أمره .. فصار متلعثما وسط هؤلاء .. وهم الآخرون .. ظنوا به السوء ..
فقرر أن يترك دنياه الهارب اليها .. ويحاول الرجوع الى مشاكله التى تلاحقه .. وكأنه عائد الى دنياه الهارب منها .. وحينها .. قال فى نفسه .. دنياى أعرفها .. أما التى هربت اليها ... تعرفنى .. فهذا عذر .. أقبح من ذنب ..
وبدأ فى الدخول الى دنياه .. ملتقيا بأشياءه التى تغيب عنها .. وكأنها ترحب فيه .. فعلم .. أنه اذا تركت دنياك .. فعليك أن تأخذ ما يجعلك سعيدا .. لكى لا تظل دائما .. غريبا دون آنس ..
أمنياتى أن لا أكن أثقلت عليكم ..
محمد البسيونى
|