طريقى .. طريقين
دائما نحاول الهروب من الشىء الحقيقى داخلنا .. والنقيد .. أننا نحاول وبشدة .. أن نتشبث بأشياء فرضت علينا وبدون رغبتنا .. لمجرد هلاوس نفسية لا علاقة لها بالواقع .. نحرم أنفسنا من أستنشاق لهفات نحتاجها .. وننغلق عليها كى نعيش هكذا بشعور يشعرنا دائما بالسجن المقيدين فيه بأيدينا .. نعلل لأنفسنا الكثير من التناقدات لكى لا نخيب الآمال من وجهة نظرنا فينا .. رسمنا طريقا بأفكار ليست منا .. لأنها فرضت علينا .. فنتأقلم عليها .. ونندفع بطريقنا الذى تصورناه أنه طريقنا .. ونحاول أن نضىء الشموع لأضاءة ظلمته .. ولا ندرى الى متى سنظل سائرين فى طريق فرض علينا دون رغبتنا ..
تعلمنا الكثير من مسيرتنا .. تعلمنا الصبر .. والتضحيه .. تعلمنا أن نجرح أنفسنا من أجل الآخرين .. تعلمنا أن نشبك أيدينا بأيدى المجهول .. طلبا فى الهروب من الحقائق التى وجدت فى طريقنا لكى نصحح مسارنا .. لكى نسير فى الطريق الذى لا يحتاج الى شموع .. ففيه طاقة من أمل تضىء هذا الطريق دون اللجوء الى أية أضواء .. فنتركه .. بحجج ليس لها أية أدله من الصحه .. ولهذا نظل دائما .. باحثين عن الحقيقة .. وهى كانت بأيدينا ..
أعلم أن أسمى فلان .. ويعلمه الجميع ,, ولكن أعلم ما فى داخلى .. ولا يعلمه أحد الا الله .. فلماذا أحرم نفسى من التجاوب معها .. فيما لا يغضب الله .. ولا يطلع عليه أحد غيره ..
نعم .. أريد الحقيقة .. ولا أريد المظاهر الكاذبة .. أتركها لهم .. لأنهم يريدون رؤيتى بها .. ولكن بينى وبين نفسى ,, أخلع قناعى .. كى أشم نسيم الحرية .. وأسلك طريقى الحقيقى .. لمجرد برهة من الوقت .. الذى لا يراه أحد غيرى .. كى أشعر بأننى حى .. أعيش .. حتى ولو كنت أعيش بينى وبين نفسى ..
نعم .. طريقى طريقين .. ولكن .. أسلك أحداهما وقتما أشاء .. ولن أسلك الآخر الا وقتما يشأون .. هنا تأتى رغبتى ,, وكينونتى .. كى لا أبحث عنى مرة أخرى .. كى أكون دائما .. صاحب ارادة .. ولست مسلوبا لها ..
امنياتى لكم بالسعادة
محمد البسيونى
|