عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2016, 11:40 AM   #19


الصورة الرمزية quiet rose
quiet rose غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4134
 تاريخ التسجيل :  Sep 2013
 أخر زيارة : 06-28-2022 (11:19 PM)
 المشاركات : 3,499 [ + ]
 التقييم :  6991
 معدل التقييم : quiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond reputequiet rose has a reputation beyond repute
 مزاجي
 SMS ~
يهونهآ آلكريم من فوق سآبع سمآ..ّ!
لوني المفضل : Darkorchid
عدد الترشيحات : 8
عدد المواضيع المرشحة : 7
رشح عدد مرات الفوز : 4
شكراً: 1,687
تم شكره 1,816 مرة في 1,191 مشاركة
افتراضي رد: المتمردة..مليكة مقدم ..~




"أبي، يا أول الرجال في حياتي! منك تعلمت أو أقيس الحب بمقياس الجراح والخيبة. في أي سن فسدت الكلمات وفقدت معانيها؟ أطارد صور طفولتي الأولى. كلمات تنبثق وترسم ماضياً أبيض وأسود. كان ذلك في وقت مبكر جداً وقبل الأوان. منذ ذلك الإحساس الغامض الذي يسبق التفكير. حتى قبل أن أجيد التعبير عن ذاتي. عندما تشرع اللغة باستنزاف البراءة، وترصع بحد الكلمات، دوماً، ميولها الصوفية، ثم لنكون، في الحياة، إما مع أو ضد.

كنت تقول، مخاطباً أمي "أبنائي" حينما كنت تقصد أخوتي، وتقول: "بناتك" حين كان الحديث يخصنا، أنا وأخواتي. وكنت تفخر دوماً وأنت تنطق بـ"أبنائي" بينما تعتريك لذعة من الضيق والسخرية بل والغيظ، وأنت تخاطبها "بناتك". وكان الغضب يمتلكك عندما أعصي الأوامر، وهو ما كان يحدث في الغالب، فالعصيان كان دأبي، وتلك كانت طريقتي الوحيدة في التأثير عليك.


كنت أسعى لأجد تبريراً لموقفك، فأجده في الأحاديث المملة للنساء، حينما كانت إحداهن تطرح على الأخرى السؤال التالي بإلحاح: "كم طفل لديك؟" كنت أسمع، غالباً، هذا الجواب، مثلاً: "ثلاثة!" ثم اسمع من طرح عليها السؤال بعد برهة من الحيرة والتردد: "ثلاثة أطفال فقط، وست بنات، أبعد الله عنك كل مصيبة!" وفي الرابعة أو الخامسة، كنت أشعر بأن أحاديث المحيطين بي تنال مني وتجرحني. آنذاك، كنت أفسر أن البنات ما كن قط أطفالاً، وهن عرضة للإهمال منذ الولادة ويجسدن عاهة جماعية لا يتخلصن منها سوى بإنجاب الأبناء. كنت أشاهد الأمهات وهن يمارسن هذا التمييز بين الأبناء والبنات. ولفرط ما لاحظت وحشيتهن، وحاولت فهم دوافعهن، كنت قد توهمت اقتناعاً مفاده أن مكر الأمهات وبغضهن ومازوشيتهن، هو ما يهيئ الرجال لدور الأبناء الغاشمين هذا, حينما تعدم الفتيات الأب فذلك يعني أن ليس للأمهات سوى الأبناء. وأنهن بأنفسهن لم يكن قط طفلات ماذا فعلن بالعصيان؟

.......................................



منذ طفولتها سارت مليكة المقدم على حافة الهاويات، وكتبت في عدة كتب تمرداتها وشغفها بحريتها التي اكتسبتها بكفاح صعب.

وهي، في هذا الكتاب، تتقدم خطوة نحو إعلان حريتها، فتكتب عن "رجالها"، الرجال الذين تركوا البصمات الأعمق في حياتها، عن الرجال الذين عبروا حياتها أو عبروا سريرها، عن الرجال الذين أحبتهم أو أحبوها، عن هذا الحب الخالص، الحر، الذي يكره المساومات والتملك.


 
 توقيع : quiet rose

`.. đяeαм - life ..~

هبووشه


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ quiet rose على المشاركة المفيدة:
 (05-14-2016)