الرغبات الواهية
عندما نصعد بأعيننا الى القمة .. فى قمة الرغبة فى التمنى الى الصعود .. كما كنا صغارا .. برغبتنا القوية فى الشعور بأننا كبار .. وامنياتنا الخصبة المليئة بالطموح .. لكى نكن كبارا .. ونعيش الأيام والشهور والسنين .. وكل مرحلة نتعايشها .. نحاول أن نصارع الزمن لكى نخترقة ويكبر عمرنا .. ونفعل ما يفعله أمثلتنا العليا .,. راغبين أن نكن مثلهم ..
وتمر الأيام .. ونكبر .. ونعيش أغرب الأوقات .. وكأن الأوقات والأيام تعتصر رغباتنا لكى تخرج منها أشياء غريبة لم نكن نتوقعها .. لم نتمناها .. فالتعايش مع الأحداث كلما مرت .. نرى بها أشياء تثير الدهشة .. بل نرغب بالرجوع مرة أخرى صغارا .. لكى نتمنى ؟؟ ولكن بغير ما تعايشناها .. بغير ما صار بنا من جروح وتعاملات مختلفه .. ولكن .. لا يعود الزمان الى الوراء .. بل يأخذ منا لكى يأتى الغد بمفاجأته .. ربما يجعلنا نزداد رغبة بالرجوع الى الطفولة .. لكى نهرب من مواجهة مفاجأته .. أو نتحور مع المفاجأت .. لأننا علمنا أننا سنتطور بأعمارنا ,., ولا سبيل للرجوع .. وحينها .. ننسى أمنيات الطفولة .. ونحاول أن نطيل النظر الى القمة .. محاولين الوصول اليها .. لكى لا نشعر بالرغبة فى الرجوع .. ونحاول وننشغل .. بل ربما ندوس على أحلامنا البسيطة .. التى ولدت معنا .. ونبدأ فى صنع الأحلام الجديدة التى تناسب أعمارنا الحاليه .. ونحارب الماضى .. بعدما كنا نتمنى الرجوع اليه .. وحينها .. يظل النظر مرتكزا على القمة .. التى رغبنا بها .. لاربما .. نرتاح من قسوة السنين علينا من تعاملتها معنا .. بمختلف أشكال الوجوه .. وحينها .. نصل الى القمة .. قمة الرغبات التى بدأنا فى رسمها كسلالم للهروب من حلم الماضى .. والتأقلم على مستقبل .. علمنا أننا ليس لنا يدا فيه .. وحينها .. وبعد الوصول .... ننتظر النهايه .. لأننا .. لم نكن وصلنا الى القمة .. ولاكن .. وصلنا الى رغبات واهية .. بعدها لا ينفع الرجوع .. ولا نقدر على التواصل .. نعم .. انها .. رغبات من صنعنا .. ولكن .. نهايتها .. واهيه ..
مستمتع معكم .. شكرا ..
محمد البسيونى
|