قــــــل لــــهــــم....
إن رحـيلهــم جعلـك تعـيـد إكتشاف نفسـك.. وإكتشـاف الأشيـاء حولـك
وإنـك إكتشفــت أنهـم ليـسـوا آخـر المشـوار.. ولا آخـر الإحساس.. ولا
آخـر الأحـلام.. وأن هنـاك أشيـاء أخــرى جـمـيلـة.. ومـثيـرة.. ورائعــة
تـستـحــق عـشــق الـحـيــاة وإسـتـمــراريـتــهــا .
قــــــل لــــهــــم....
إنـك أعـدت طـلاء نفـسـك بعـدهـم.. وأزلـت آثـار بصمـاتـهـم مـن جـدران
أعماقـك.. وأقتلعـت كـل خناجـرهم من ظهرك وأعدت ولادتك مـن جديـد
وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهـم بك ، وإن مساحتك النقيـة
مـــا عـــادت تـتـســع لـهـــم .
قــــــل لــــهــــم....
إنك أغلقت كـل محطات الإنتظار خلفهـم.. فلـم تعـد ترتـدي رداء الشـوق
وتقـف فـوق محطـات عودتهـم.. تترقـب القـادميـن.. وتدقـق في وجـوه
المسافريـن.. وتبحث في الزحام عـن ظلالهـم وعطـرهـم وأثـرهـم عـل
صـدفــة جـمـيـلــة تـأتــي بـهــم إلـيــك .
|