عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2011, 08:05 PM   #8


الصورة الرمزية أبوعبد الله
أبوعبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1725
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 09-13-2011 (07:22 PM)
 المشاركات : 17 [ + ]
 التقييم :  24
 معدل التقييم : أبوعبد الله is on a distinguished road
لوني المفضل : Cadetblue
عدد الترشيحات : 0
عدد المواضيع المرشحة : 0
عدد مرات الفوز : 0
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



مدارس الدسوس

نقول: نحن قَبِلنا بأن كتب التفسير بنيت على أساس صحيح ومتين، ولم يتم بناؤها على الدسِّ والكذب.
فلقد كان المفسِّرون الأوائل أهل صلاح وتقوى، وربما كان الكثير من الكتب ليست كتبهم، إنما استغلت أسماءهم فئات حاقدة، أخفت كتبهم الأصلية وأظهرت غيرها.
فعملية التزوير في ذلك العصر عملية سهلة، إذ لا توجد نفس الدقة والرقابة التي نلحظها اليوم، فلقد خُصِّصت لعملية التزوير والتشويه أموال طائلة، وأُنشئت من أجل ذلك دور كتب وحكمة للتأليف والترجمة والنسخ في دار السلام (في بغداد).. وجلبوا إليها مشاهير العلماء من الشعوبيين الحاقدين على أولئك الذين دمَّروا عزَّهم الآفل ومجدهم التليد.

لقد عزَّ عليهم أن يروا عبيدهم ومواليهم بالأمس قد أصبحوا أسيادهم بفضل هذا الدين الحنيف.
ولقد أدرك أعداء الإسلام أنَّ هذا السؤدد وهذا المجد ما كان ولن يكون إلاَّ بفضل هذه الرسالة السماوية، لذلك وجَّهوا جُلَّ اهتمامهم إلى الفتن السياسية وإلى تشويه الدين، حتى أخرجوه عن غايته وأفرغوه من محتواه. لقد عمدوا إلى أسلوب ماكر خبيث هو أسلوب دسّ السم في الدسم.
إنهم لم يهاجموا الدين مباشرة خوفاً من ردود الفعل، ولم يحرِّفوا القرآن لأنه فوق طاقاتهم، لذلك راحوا يفسِّرون القرآن تفسيراً يدعو إلى اليأس والقنوط.. وبذلك استطاعوا أن يصرفوا الناس عن القرآن، وأن يوجهوهم إلى الكتب التي جمعوها لهم من فقههم وعلومهم عن القرآن والحديث.
فالتفاسير صيغت في فترة مظلمة من تاريخ العرب.. بلغت الفتن أوجها، وتسلَّط على الأمة الإسلامية في تلك الفترة أعداؤها. وما ندري ما كان سيصلنا من البدع في الكتب التي أحرقها (هولاكو) وألقاها في نهر دجلة لو وصلت إلى أيدينا، والإسرائيليات التي شملت كتب الدين بالزور والبهتان على الرسل الكرام وعلى القرآن الكريم. فكتب التفاسير (الطبري 310هـ، ابن كثير 774هـ، التستري 273هـ، الثعالبي 876هـ) بُنيت على أساس صحيح.. فهل وصلت إلينا كما هي؟!! وما هو الكفيل؟!
ثم إن الرواية تكون على حسب فهم الراوي، وكل إنسان يفهمها بمنظاره.. وبنقلها من إنسان إلى آخر يتم التغيير، ولو أضاف كلُّ إنسان كلمة، كلمة على مدار خمسمائة عام لزادت الرواية مئات الكلمات واختلف المعنى والمبنى. فبأي أسس توثقها سوى بكتاب الله تعالى؟

. فنحن نحترم العلماء ونجلُّهم وسيد العلماء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده أصحابه الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «حكماء، علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء»
أما الذين في قلوبهم زيغ وفي أعمالهم انحراف وفي إيمانهم شكوك وارتياب فليسوا في نظرنا علماء، مهما حفظوا من كتب وقرؤوا من مجلدات، ولقد ندد القرآن الكريم بهم في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة الجمعة: الآية (5).
ومنهم من وصفهم تعالى بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِه وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ}. سورة البقرة: الآية (204-205).
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي كلّ منافقٍ عليم اللسان» صحيح، رواه أحمد، والطبراني في الكبير..

ومما يؤيد احترامنا للعلماء حقّاً أن كل قول أو تفسير نجده في كتب المشهود بعلمهم وتقواهم، إن كان موافقاً لكتاب الله، تعالى، متفقاً مع ما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه وتبنيناه، فنحن نعتقد أن العالم المشهود به لا يمكن أن يصدر منه قول مخالف لكتاب الله، وإلاَّ فهو مدسوس عليه في كتبه، إمَّا للافتراء عليه، أو للكيد للإسلام تحت ستار اسم ذلك العالم الشهير.
فعندما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتكم إلى القرآن الذي لم يفرِّط فيه تعالى بشيء، فذلك من خشيته علينا من أن نقع بمثل ما وقع به اليهود والنصارى. أمَّا من أعرض وتولَّى، ونبذ كتاب الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الموافق لكتابه تعالى، وراء ظهره واتَّبع سنن الذين من قبلنا، دون موافقة كلام الله، فلم يأكل من فوقه ولا من تحت أرجله، فقد عرَّض نفسه للإذلال وغدا في آخر الأمم.
إن الدسوس وإن صيغت قوالبها ترمي إلى الطعن والتشكيك بالرسل

يا هاجرين كتاب الله قاطبة لابد أن تقع الأقدام في الزَّلل

ظلماً نبذتم هدى الرحمن يا أسفي وقد لحقتم كلام الدس والجدل

لو أن حرفاً صحيحاً في الذي كتبوا لما رأيت حصون الكفر تنهدم

هم الذليلون نتناً في نفوسهم تحت النعال وأنت السيد العلم

(يا سيدي يا رسول الله)


 
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبد الله ; 09-12-2011 الساعة 08:21 PM

رد مع اقتباس