08-16-2011, 09:50 AM
|
#30
|
|
من أحضان دافئة عاش يتراقص فيها سنينا
جائت الأيام لتسرقه منها وتصدر عليه حكما بالنفي
هناك حيث لم تعرف للمسافات مقاييس ولا أبعاد
هناك حيث هرب الوقت بين طيات الليل والنهار
ليكون البرد والجوع والخوف لباسا يضيق على جسده
و طيفا وهمي يتراقص في عالمه
الذي رعد فيه الضياع وبرقت فيه الوحدة والألم
هناك حيث اتخذ من الميناء محطة دائمة
ليراقب السفن الراحلة ويحملها اماله الحزينة
وقد تامرت عليه الحيلة فهربت من يداه التي اخفاها داخل
جيوبه
بعد أن لفحته نسمات باردة للتصاعد منه انفاسا تحترق ألما
في ليال قاسية طالت عليه وأبت الرحيل هناك في مخيلة حزينة
سطت في داخله صارخة
وقد تعالت أصوات السفينة بعدأن قطعت الحبال لتفارق الرصيف
مسافرة
وهو ينادي بصوت خافت مخيف متقطع
أيها البحار عد الي فانا أنتظر هنا لتأخذني معك الى وطني
وتسافر بي بعيدا عن الغربة التي غرست براكنها في جسدي
الذي اصبح ضعيفا هزيلا يعاني من روح أضناها الشوق
كعدو لئيم اسرها بعيدا عنه
فيسقط ببطء في واد من الرمال المتحركة التي سحبته
الى قاع العجز و الانكسار
حين بدأت السفينة بالأختفاء شيئا فشيئا
كشبح توارى خلف ضباب الليل
الذي حلك ظلمته وقد اختفت النجوم من سماءه
فعاد الامل جريحا الى قوقعة الحيرة
التي تدور في أعماق الخوف ليلتقي به من جديد
على الحلبة فيبدأ الصراع جولة جديدة
يقررها القدر كحاكم اصطف جانبا للمراقبة
وماعليه سوى الخضوع
فيجلس مكبلا لاحول له ولاقوة
وهو ينظر بحزن الى البحر اللذي امتلئ خوف ووحشة...
|
|
|