الموضوع: لكل مثل حكاية
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2018, 05:20 AM   #93



الصورة الرمزية LORD
LORD غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 216
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : اليوم (07:42 PM)
 المشاركات : 6,122 [ + ]
 التقييم :  11788
 معدل التقييم : LORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond reputeLORD has a reputation beyond repute
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أقترب الرحيل الى ديار الآخرة

فاجعل الهي خير عمري آآخره
لوني المفضل : Black
عدد الترشيحات : 3
عدد المواضيع المرشحة : 2
رشح عدد مرات الفوز : 1
شكراً: 3,623
تم شكره 3,135 مرة في 1,857 مشاركة
افتراضي رد: لكل مثل حكاية



اهزوجة «عالروزانا... شو عملت الروزانا الله يجازيها)

فمن هي الروزانا وماهي قصتها


روي الحكاية أنّهُ في العهد العثماني لهذا الشرق المترامي،
شهدت مدينة بيروت «غزوة اقتصاديّةً» أخذتها على حين غرّة،

وكادت تودي برأس المال العام، وتصل بتجّارها إلى إفلاسٍ مفاجئ.

أبحرت في ذاك الوقت سفينةٌ كبيرةٌ من ميناء إزمير التركي متوجهةً إلى بيرو
ت،
وهدفها واحد: إغراق السوق بأهمّ السلع التجارية،

وبأثمانٍ زهيدةٍ حدّ الاستهجان! وخصوصاً السلعَ الغذائيّة الاستهلاكيّة.

كانت تلك الضربة لاقتصادٍ صغير (يمثّله تجّار بيروت) لتكون حاسمةً،
ولترسم تبعيّة اقتصاديّةً مُذلّة تستمرُّ عشرات السنوات،
لولا يد العون التي أفشلت هذا المخطط البشع.

كسدت بضاعة التجار البيروتيين كلّها. حتى المواد الغذائيّة التي ينتجونها محليّاً كانت أغلى من السعر الرمزي الذي طرحه التجار الأتراك.

لا قوانين تحصّن الاقتصاد الداخليّ آنذاك، وهذه الخسارة المحدودة للأتراك ستسلّطهم على السوق اللبنانيّ عقوداً طويلة.

كان هناك اقتصاد قويٌّ آخر في المنطقة، عاصمتهُ مدينة حلب (التي تضمّ ــ لمن لا يعلم ــ
قنصليات وممثليّات تجارية لحوالي 20 دولة غربيّة منذ القرن الخامس عشر الميلادي).

وما تُسمى بـ«غرفة التجارة» في حلب تعود إلى القرن السادس عشر،

وكانت مشَكّلةً من وجهاء التجار، وتفرض قوانين ملزمة تنظم السوق، والتجارة العالميّة التي تمرّ عبر حلب إلى أوروبا.

في عالم الاقتصاد، عادةً ما يصطفُّ الأقوياءُ معاً ويضيعُ الضعفاء.

أمّا حين تصبح «القيم» ورقةً فاعلةً في هذه البيئة (على ندرة الحالة طبعاً)،

تصبح البيئة أكثر استقراراً وأمناً، ومن هنا تحديداً كان قرار حلب حاسماً أمام «الغزوة التركيّة».

أرسلت حلب على وجه السرعة تجّارها، واشتروا من بيروت - بأسعارٍ عالية - بضاعةً يكاد الكثير منها يُصبح منتهي الصلاحيّة،

وأرسلتها إلى حلب برّاً، لتنقذ السوق من مغبّة انكسارٍ حاد، وتبعيّةٍ قطعيّةٍ لهذا العملاق الاقتصادي المهاجم.

وزيادةً في التفصيل، كان مما اشتراه الحلبيّون آنذاك، ويصعبُ نقلهُ برّاً دون فساده، أغلب غلال لبنان من العنب والتفاح،

وسواهما من الناتج الزراعيّ الذي حمل الأتراك له مثيلاً.

مراراً كان هذا الثقل الاقتصادي السوري صمام أمانٍ للمنطقة.

ومراراً كان الأتراك يُضيفون إلى حسابهم مع حلب موقف انتقامٍ آخر... حيثُ باءت هذه المحاولة الخطرة بفشلٍ ذريع.

بعد هذا السرد: من الجيّد الإشارة إلى أنّ الاسم الذي كان يُطلق على السفينة التركيّة تلك الـ«روزانا»...

ولعلّهُ مألوفٌ لدى الكثيرين.
حفظت بيروت لحلب هذا الجميل الأخويّ الكبير،

وخلّد الشعر الشعبيّ الحادثة، حتى صار نشيد
«عالروزانا... شو عملت الروزانا الله يجازيها... يا محملين العنب ... تحت العنب تفاح...»،

أحد أهازيج الأفراح الشعبيّة الشهيرة.




 
مواضيع : LORD



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ LORD على المشاركة المفيدة:
 (06-13-2018)