عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2011, 03:32 PM   #36



الصورة الرمزية أبتسامة أمل
أبتسامة أمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 543
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : 01-29-2024 (11:03 PM)
 المشاركات : 8,275 [ + ]
 التقييم :  5309
 معدل التقييم : أبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond reputeأبتسامة أمل has a reputation beyond repute
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
عدد الترشيحات : 4
عدد المواضيع المرشحة : 2
رشح عدد مرات الفوز : 2
شكراً: 861
تم شكره 1,107 مرة في 612 مشاركة
Icon20 شرح معلقة النابغة الذبياني





الشرح

1- يا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ = أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ
(العَلْيَاءُ): مُرْتَفَعٌ مِن الأرضِ.قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: قالَ: (بالعَلْيَاءِ)، فجاءَ بالياءِ؛ لأنَّهُ بَنَاهَا على: عَلِيتُ.و(السَّنَدُ): سَنَدُ الوادي في الجبلِ، وهوَ ارتفاعُهُ حيثُ يُسْنَدُ فيهِ؛أيْ: يُصْعَدُ.و(أَقْوَتْ): خَلَتْ مِنْ أَهْلِها.و(السَّالِفُ): المَاضِي.و(الأَبَدُ): الدَّهْرُ.
2- وَقَفْتُ فِيهَا أَصِيلاً كَيْ أُسَائِلَهَا =عَيَّتْ جَوَاباً ومَا بالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ
ويُرْوَى: (وَقَفْتُ فِيهَا طَوِيلاً كَيْ أُسَائِلَهَا). ويُرْوَى: (أُصَيْلاناً) و(أُصَيْلالاً). فمَنْ رَوَى: (أَصِيلاً) أَرَادَ: عَشِيًّا. ومَنْ رَوَى: (طَوِيلاً) جازَ أنْ يكونَ معناهُ: وُقُوفاً طويلاً، ويَجُوزُ أنْ يكونَ معناهُ: وقتاً طويلاً. ومَنْ رَوَى (أُصَيْلاناً) ففيهِ قولانِ: أَحَدُهما: أنَّهُ تصغيرُ أُصْلانٍ، وأُصْلانٌ جَمْعُ أَصِيلٍ، كما يُقَالُ: رَغِيفٌ ورُغْفَانٌ.
والقولُ الآخَرُ: أنَّهُ بمنزلةِ قولِهم: على اللَّهِ التُّكلانُ، وبمنزلةِ قولِهم: غُفْرَانٌ.وهذا القَوْلُ الصحيحُ، والأوَّلُ خَطَأٌ؛ لأنَّ أُصْلاناً لا يَجُوزُ أنْ يُصَغَّرَ إلاَّ أنْ يُرَدَّ إلى أَقَلِّ العَدَدِ، وهوَ حُكْمُ كلِّ جمعٍ كثيرٍ.
وقولُهُ:(عَيَّتْ) يُقَالُ: عَيِيتُ بالأمرِ؛إذا لم تَعْرِفْ وَجْهَهُ.وقولُهُ: (جَوَاباً) منصوبٌ على المصدرِ؛ أيْ: عَيَّتْ أنْ تُجِيبَ وَمَا بها أَحَدٌ. و(مِن) زائدةٌ.
3- إِلاَّ أَوَارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُهَا = والنُّؤْيُ كَالْحَوْضِ بِالْمَظْلُومَةِ الْجَلَدِ
ويُرْوَى: (إلاَّ أَوَارِيُّ)، والنصبُ أَجْوَدُ. والأَوَارِيُّ والأَوَاخِيُّ واحدٌ، وهيَ: التي تُحْبَسُ بها الخيلُ.و(اللأْيُ): البُطْءُ،يُقَالُ: الْتَأَتْ عليهِ حَاجَتُهُ. المعنى: بعدَ بُطْءٍ أَسْتَبِينُها.و(النُّؤْيُ): حَاجِزٌ مِنْ تُرَابٍ يُعْمَلُ حولَ البيتِ والخَيْمَةِ؛ لِئَلاَّ يَصِلَ إليهما الماءُ. وأصلُ الظُّلْمِ: وَضْعُ الشيءِ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ، فـ(المَظْلُومَةُ): الأرضُ التي قدْ حُفِرَ فيها في غَيْرِ موضِعِ الحَفْرِ. و(الجَلَدُ): الأرضُ الغليظةُ الصُّلْبَةُ مِنْ غيرِ حِجَارَةٍ.وإنَّما قَصَدَ إلى الجَلَدِ؛ لأنَّ الحَفْرَ فيها يَصْعُبُ، فيكونُ ذلكَ أَشْبَهَ شَيْءٍ بالنُّؤْيِ.
4- رَدَّتْ عَلَيْهِ أَقَاصِيهِ وَلَبَّدَهُ =ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بِالْمِسْحَاةِ فِي الثَّأَدِ
ويُرْوَى: (رُدَّتْ عليهِ أَقَاصِيهِ).وهذهِ الروايَةُ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ إذا قالَ: رُدَّتْ عليهِ أقَاصيهِ، فـ(أَقَاصِيهِ) في مَوْضِعِ رَفْعٍ، فأَسْكَنَ الياءَ؛ لأنَّ الضمَّةَ فيها ثَقِيلَةٌ.وإذا رُوِيَ: رَدَّتْ، فـ(أَقَاصِيهِ) في مَوْضِعِ نَصْبٍ، والفتحةُ لا تُسْتَثْقَلُ، فكانَ يَجِبُ أنْ تُفْتَحَ الياءُ.إلاَّ أنَّهُ يَجُوزُ إسكانُها في الضَّرُورَةِ؛ لأنَّهُ يُسْكَنُ في الرَّفْعِ والخَفْضِ، فأَجْرَى النَّصْبَ مُجْرَاهُمَا. وأَيْضاً فإنَّهُ إِذَا رُوِيَ: (رَدَّتْ) فَقَدْ أَضْمَرَ ما لم يَجْرِ ذِكْرُهُ،أَرَادَ: رَدَّتْ عليهِ الأَمَةُ، إلاَّ أنَّ هذا جائِزٌ كَثِيرٌ إذا عُرِفَ معناهُ. و(أَقَاصِيهِ): ما شَذَّ منهُ. و(لَبَّدَهُ): سَكَّنَهُ؛ أيْ: سَكَّنَهُ حَفْرُ الوليدةِ. و(الثَّأَدُ): المَوْضِعُ النَّدِيُّ التُّرابِ.
5- خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُهُ = ورَفَّعَتْهُ إلى السِّجْفَيْنِ فَالنَّضَدِ
(الأَتِيُّ): النَّهَرُ الصغيرُ.أيْ: خَلَّت الأَمَةُ سَبِيلَ الماءِ في الأَتِيِّ تَحْفِرُها.و(رَفَّعَتْهُ): ليسَ يُرِيدُ بهِ عَلَّتْ، وإنَّما معناهُ:قَدَّمَتْهُ وبَلَغَتْ بهِ، كما تَقُولُ: ارْتَفَعَ القومُ إلى السُّلْطَانِ. و(السِّجْفَانِ): سِتْرَانِ رقيقانِ يَكُونَانِ في مُقَدَّمِ البيتِ.و(النَّضَدُ): ما نُضِدَ مِنْ مَتَاعِ البيتِ.
6- أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُهَا احْتَمَلوا =أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
قولُهُ: (وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُوا) أرادَ: قَد احْتَمَلُوا.(أَخْنَى) فيهِ قولانِ: أحدُهما: أنَّ المعنى: أَتَى عليها.والقولُ الآخَرُ،وهوَ الجَيِّدُ: أنَّ المعنى: أَفْسَدَ؛ لأنَّ الخَنَا: الفسادُ والنُّقصانُ.
7- فَعَدِّ عَمَّا تَرَى إذْ لا ارْتِجَاعَ لَهُ = وانْمِ القُتُودَ علَى عَيْرَانَةٍ أُجُدِ
(فَعَدِّ عَمَّا تَرَى)؛ أيْ: جُزْهُ وانْصَرِفْ عنهُ؛ إذْ كانَ لا رُجُوعَ لهُ.يعني: ما تَرَى مِنْ خَرَابِ الدُّورِ. و(القُتُودُ): خَشَبُ الرَّحْلِ، وهوَ للجَمْعِ الكَثِيرِ.وفي القليلِ: أَقْتَادٌ. وحَكَى بعضُ أهلِ اللغةِ أنَّ الواحدَ قَتَدٌ. و(العَيْرَانَةُ): المُشَبَّهَةُ بالعَيْرِ؛ لِصَلابَةِ خُفِّها وشِدَّتِهِ. و(الأُجُدُ): التي عَظُمَ فَقَارُها.وقَالُوا: هيَ المُوَثَّقَةُ الخَلْقِ.
8- مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا =لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعُوِ بِالْمَسَدِ
(مَقْذُوفَةٌ)؛ أيْ: مَرْمِيَّةٌ باللَّحْمِ. و(الدَّخِيسُ) والدِّخَاسُ: الذي قدْ دَخَلَ بعضُهُ في بعضٍ، مِنْ كَثْرَتِه. و(النَّحْضُ): اللَّحْمُ، وهوَ جَمْعُ: نَحْضَةٍ. و(البازِلُ): الكبيرُ. و(الصَّرِيفُ): الصِّيَاحُ.والصَّرِيفُ من الإِنَاثِ مِنْ شِدَّةِ الإعياءِ، ومِن الذُّكُورِ مِن النَّشَاطِ. و(القَعُوُ):ما يَضُمُّ البَكْرَةَ إذا كانَ خَشَباً، فإذا كانَ حَدِيداً فهوَ خُطَّافٌ.ويُرْوَى: (لهُ صَرِيفٌ صَرِيفُ القَعُوِ) على الْبَدَلِ، والنَّصْبُ أَجْوَدُ.
9- كَأَنَّ رَحْلِي وقدْ زَالَ النهارُ بِنَا = بِذِي الجَلِيلِ علَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
(زالَ النَّهَارُ بِنَا) معناهُ: انْتَصَفَ. و(بِنَا) بمعنَى عَلَيْنَا. و(الجَلِيلُ): الثُّمامُ؛ أيْ: بموضِعٍ فيهِ ثُمَامٌ.و(المُسْتَأْنِسُ): الناظِرُ بِعَيْنِهِ.ومنهُ:{إِنِّي آنَسْتُ نَاراً}؛ أيْ: أَبْصَرْتُ.ومنهُ قِيلَ: إِنْسَانٌ؛ لأنَّهُ مَرْئِيٌّ.ويُرْوَى: (على مُسْتَوْجِسٍ)، وهوَ: الذي قدْ أَوْجَسَ في نَفْسِهِ الفَزَعَ، فهوَ يَنْظُرُ.
10- مِنْ وَحْشِوَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ = طَاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَُدِ
خَصَّ وَحْشَ (وَجْرَةَ)؛ لأنَّها فَلاةٌ، يُقَالُ: إنَّ فيها سِتِّينَ مِيلاً، والوَحْشُ يَكْثُرُ بها. ويقالُ: إنَّها قليلةُ الشِّرْبِ فيها. و(الْمَوْشِيُّ): الذي فيهِ ألوانٌ مُخْتَلِفَةٌ.وقولُهُ: (طَاوِي المَصِيرِ)؛ أيْ: ضَامِرُهُ. و(المَصِيرُ): المِعَى، وجمعُهُ مُصْرَانٌ، وجمعُ مُصْرَانٍ: مَصَارِينُ.وقولُهُ: (كسَيْفِ الصَّيْقَلِ)؛ أيْ: هوَ يَلْمَعُ.وقولُهُ: (الفَرَدُ)؛ أيْ: ليسَ لهُ نَظِيرٌ.
11- سَرَتْ عَلَيْهِ مِن الْجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ =تُزْجِي الشَّمالُ عَلَيْهِ جَامِدَ الْبَرَدِ
قولُهُ: (سَرَتْ عَلَيْهِ من الجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ) كمعنى قولِهم: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا. و(تُزْجِي): تَسُوقُ.و(جَامِدُ البَرَدِ): ما صَلُبَ منهُ.
12- فَارْتَاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فَبَاتَ لَهُ = طَوْعُ الشَّوَامِتِ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ
(ارْتَاعَ): فَزِعَ.وقولُهُ: (لَهُ)، الهاءُ في (لَهُ) عائدةٌ على الكَلاَّبِ، وإنْ شِئْتَ على الصَّوْتِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: المعنى: فباتَ لهُ ما أَطاعَ شَوَامِتَهُ من الخوفِ. وقالَ أبو عُبَيْدَةَ: المعنى: فباتَ لهُ ما يَسُرُّ الشوامِتَ.
ويُرْوَى: (طَوْعَ الشَّوَامِتِ).ومَنْ رَوَى هذهِ الروايَةَ فـ(الشَّوَامِتُ) عِنْدَهُ: القوائِمُ، يُقَالُ للقوائِمِ: شَوَامِتُ، الواحدةُ: شَامِتَةٌ.أيْ: فباتَ يَطُوعُ للشَّوَامِتِ؛ أيْ: يَنْقَادُ لها؛ أيْ: فَبَاتَ قائِماً.
13- فَبَثَّهُنَّ عَلَيْهِ واسْتَمَرَّ بِهِ = صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئاتٌ مِن الْحَرَدِ
(بَثَّهُنَّ): فَرَّقَهُنَّ.و(الصُّمْعُ): الضَّوَامِرُ،الواحِدَةُ: صَمْعَاءُ. و(اسْتَمَرَّ بِهِ)؛ أي: اسْتَمَرَّتْ بهِ قَوَائِمُهُ.و(الكُعُوبُ): جَمْعُ كَعْبٍ، وهوَ المَفْصِلُ مِن العِظامِ، وكلُّ مَفْصِلٍ مِن العِظَامِ: كَعْبٌ، عندَ العربِ. وأصلُ (الحَرَدِ): استرخاءُ عَصَبٍ في يَدِ البَعِيرِ مِنْ شِدَّةِ العِقَالِ، ورُبَّمَا كَانَ خِلْقَةً، وإذا كَانَ بهِ نَفَضَ يَدَيْهِ، وضَرَبَ بِهِمَا الأرضَ ضَرْباً شَدِيداً.
14- فَهَابَ ضُمْرَانُ مِنْهُ حَيْثُ يُوزِعُهُ = طَعْنَُ المَعَارِكِ عِنْدَ الْمُحْجَرِ النَّجُِدِ
ورَوَى الأَصْمَعِيُّ: (وكانَ ضُمْرَانُ مِنْهُ).ومَنْ رَفَعَ (طَعْنُ المَعَارِكِ) رَفَعَهُ بقولِهِ:(يُوزِعُهُ).و(ضُمْرَانُ): اسمُ كَلْبٍ. و(يُوزِعُهُ): يُغْرِيهِ.وقولُهُ: (منْهُ)؛ أيْ: مِن الثورِ.
15- شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَهَا = شَكَّ المُبَيطِرِ إذْ يَشْفِي مِن العَضَدِ
(الفَرِيصَةُ): المُضْغَةُ التي تُرْعَدُ مِن الدابَّةِ عندَ البَيْطَارِ. ويُرِيدُ بـ(المِدْرَى) قَرْنَ الثَّوْرِ؛ أيْ: شَكَّ فَرِيصَةَ الكَلْبِ بقَرْنِهِ. و(العَضَدُ): داءٌ يَأْخُذُ في العَضُدِ، يُقَالُ: عَضِدَ يَعْضَدُ عَضَداً.
16- كأنَّهُ خَارِجاً مِنْ جَنْبِ صَفْحَتِهِ = سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِنْدَ مُفْتَأَدِ
الهاءُ مِنْ (كَأَنَّهُ) تعودُ على (المِدْرَى). و(خارجاً) حالٌ، والخبرُ: (سُفُّودُ شَرْبٍ). و(المُفْتَأَدُ): المُشْتَوَى.
17- فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلَى الرَّوْقِ مُنْقَبِضاً = في حالِكِ اللَّوْنِ صَدْقٍ غَيْرِ ذِي أَوَدِ
(يَعْجُمُ): يَمْضَغُ.و(الرَّوْقُ): القَرْنُ. و(الحالِكُ): الشديدُ السَّوَادِ. و(الصَّدْقُ): الصُّلْبُ.و(الأَوَدُ): العَوَجُ.
18- لَمَّا رَأَى وَاشِقٌ إِقْعَاصَ صَاحِبِهِ = ولا سَبِيلَ إلى عَقْلٍ ولا قَوَدِ
(وَاشِقٌ): اسْمُ كَلْبٍ.و(الإِقْعَاصُ): الموتُ الوَحِيُّ، وَأَصْلُهُ مِن القُعَاصِ، وهوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الغَنَمَ لا يُلَبِّثُهَا حتَّى تَمُوتَ.
19- قَالَتْ لَهُ النَّفْسُ: إِنِّي لا أَرَى طَمَعاً =وإنَّ مَوْلاكَ لَمْ يَسْلَمْ ولمْ يَصِدِ
المَوْلَى: الناصِرُ.وقولُهُ: (قالَتْ لهُ النَّفْسُ) تَمْثِيلٌ؛ أيْ: حَدَّثَتْهُ نفسُهُ بهذا.
20- فتِلْكَ تُبْلِغُنِي النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ = فَضْلاً على النَّاسِ في الأَدْنَى وفِي البَعَدِ
(فَتِلْكَ) يعني: ناقَتَهُ التي شَبَّهَهَا بهذا الثَّوْرِ. و(البَعَدُ) قيلَ: إنَّهُ مَصْدَرٌ، يَسْتَوِي فيهِ لفظُ الواحدِ والاثنيْنِ والجمعِ والمُذَكَّرِ والمؤنَّثِ.وقيلَ: إنَّهُ جَمْعُ بَاعِدٍ، كما يُقَالُ: خادِمٌ وخَدَمٌ. ومعنى (في الأَدْنَى وفي البَعَدِ) كمعنى: القَرِيبِ والبَعيدِ.ومَنْ رَوَى: (البُعُدِ) فهوَ جمعُ بَعِيدٍ.
21- ولا أَرَى فَاعِلاً في النَّاسِ يُشْبِهُهُ = وما أُحَاشِي مِن الأقْوَامِ مِنْ أَحَدِ
المعنى: ولا أَرَى فاعلاً يَفْعَلُ الخيرَ يُشْبِهُهُ.ومعنى (وما أُحَاشِي):وما أَسْتَثْنِي، كما تَقُولُ: حَاشَى فُلاناً.وإنْ شِئْتَ خَفَضْتَ، إلاَّ أنَّ النَّصْبَ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ قد اشْتُقَّ منهُ فِعْلٌ، وحُذِفَ منهُ كما يُحْذَفُ مِن الفعلِ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ}.و(مِن) زائدةٌ في قَوْلِهِ: (مِنْ أَحَدِ).
22- إلاَّ سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الإِلَهُ لَهُ: = قُمْ فِي البَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَن الْفَنَدِ
(إلاَّ سُليمانَ) في مَوْضِعِ نَصْبٍ على البَدَلِ منْ مَوْضِعِ (أَحَدِ). وإنْ شِئْتَ على الاسْتِثْنَاءِ. ويُرْوَى: (إذْ قالَ المَلِيكُ لَهُ).ويُرْوَى: (فَارْجُزْهَا عَن الْفَنَدِ). و(الحَدُّ): المَنْعُ. و(الفَنَدُ): الْخَطَأُ.
23- وَخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُمْ = يَبْنُونَ تَدْمُرَ بِالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
(خَيِّسْ)؛ أيْ: ذَلِّلْ.و(الصُّفَّاحُ): جَمْعُ صُفَّاحَةٍ، وهيَ حِجَارَةٌ رِقاقٌ عِرَاضٌ.
24- فَمَنْ أَطَاعَ فَأَعْقِبْهُ بِطَاعَتِهِ = كما أَطَاعَكَ وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ
25- ومَنْ عَصَاكَ فَعَاقِبْهُ مُعَاقَبَةً = تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ عَلَى ضَمَدِ
(الضَّمَدُ): الحِقْدُ، يُقالُ: ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً، فهوَ ضَمِدٌ.


26- إلاَّ لِمِثْلِكَ أوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ = سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى على الأَمَدِ
قولُهُ: (أَوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ)؛ أيْ: لِمِثْلِكَ في حَالِكَ أوْ لِمَنْ فَضْلُكَ عليهِ كفَضْلِ السَّابِقِ على المُصَلِّي؛ أيْ: لَيْسَ بينَكَ وبينَهُ في الفَضْلِ والشَّرَفِ إلاَّ يَسِيرٌ. (اسْتَوْلَى عليهِ): إذا غَلَبَ عليهِ.و(الأَمَدُ): الغايَةُ.
27- واحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ إِذْ نَظَرَتْ = إِلَى حَمَامٍ سِراعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ
أيْ:كُنْ حَكِيماً كفتاةِ الحَيِّ إذْ أَصَابَتْ وجَعَلَت الشيءَ في مَوْضِعِهِ.وهيَ لم تَحْكُمْ بشيءٍ، إنَّما قَالَتْ قَوْلاً فَأَصَابَتْ فيهِ. ومعناهُ: كُنْ في أَمْرِي حَكِيماً، ولا تَقْبَلْ مِمَّنْ سَعَى بِي. و(الثَّمَدُ): الماءُ القليلُ.
28- قالَتْ: أَلا لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامَُ لَنَا = إِلَى حَمَامَتِنَا ونِصْفُهُ فَقَدِ
يُرْوَى: (الحَمَامَ) و(الحَمَامُ).وكذلكَ (نِصْفَهُ) و(نِصْفُهُ).فإذا نَصَبْتَهُ تكونُ (مَا) زائدةً، وإذا رَفَعْتَهُ تكونُ كافَّةً لـ(لَيْتَ) عن العَمَلِ، ويَصِيرُ بعدَها مُبْتَدَأٌ وخبَرٌ، كما تَقُولُ: زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. و(قَدْ) بمعنى: حَسْبُ.
29- يَحَفُّهُ جَانِبَا نِيقٍ وتُتْبِعُهُ = مِثْلَ الزُّجَاجَةِ لَمْ تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ
(يَحَفُّهُ): يَكُونُ في نَاحِيَتِهِ. و(النِّيقُ): أَعْلَى الجَبَلِ. قالَ الأَصْمَعِيُّ: إذا كانَ الحَمامُ بينَ جَانِبَيْ نِيقٍ كانَ أَشَدَّ لِعَدَدِهِ؛ لأنَّهُ يَتَكَاثَفُ ويكونُ بعضُهُ فوقَ بعضٍ.وإذا كانَ في مَوْضِعٍ وَاسِعٍ كانَ أَسْهَلَ لِعَدَدِهِ. ووَصَفَ أنَّها قدْ أَسْرَعَتْ.
قالَ أبو عُبَيْدَةَ: وهيَ عَيْنُ اليَمَامَةِ، وزَرْقَاءُ اليَمَامَةِ.وقولُهُ: (مِثْلَ الزُّجَاجَةِ)، يعني: عَيْنَهَا.و(لم تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ)؛ أيْ: لم تَرْمَدْ فَتُكْحَلَ.
30- فَحَسَبُوهُ فَأَلْفَوْهُ كَمَا حَسَبَتْ: = تِسْعاً وتِسْعِينَ لَمْ تَنْقُصْ ولم تَزِدِ
ويُرْوَى: (كما زَعَمَتْ).و(أَلْفَوْهُ): وَجَدُوهُ.وكانَ الحَمَامُ الذي رَأَتْهُ سِتَّةً وسِتِّينَ، ولها حَمَامَةٌ في بيتِها، فلَمَّا عَدَّت الحَمَامَ الذي رَأَتْهُ قالَتْ:
لَيْتَ الْحَمَامَ لِيَهْ =إِلَى حَمَامَتِيَهْ

ونِصْفَهُ قَدِيَهْ =تَمَّ الحَمَامُ مِيَهْ
وقولُها: (إِلَى حَمَامَتِيَهْ)؛ أيْ: معَ حَمَامَتِيَهْ، فَيَكُونُ سَبْعَةً وسِتِّينَ، ونِصْفُ ما رَأَتْهُ ثلاثةٌ وثلاثونَ، فَيَكُونُ مائةً كما قالَتْ.
31- فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا =وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ
قالَ الأَصْمَعِيُّ: (الحِسْبَةُ): الجِهَةُ التي يُحْسَبُ منها، وهيَ مثلُ اللِّبْسَةِ والجِلْسَةِ. فقالَ: أَسْرَعَتْ أَخْذاً في تلكَ الجِهَةِ. ويقالُ: ما أَسْرَعَ حِسْبَتَهُ؛ أيْ: حِسَابَهُ. والحَسْبَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ.
32- أَعْطَى لِفَارِهَةٍ حُلْوٍ تَوَابِعُهَا = مِن المَوَاهِبِ لا تُعْطَى عَلَى نَكَدِ
أيْ: لا أَرَى فَاعِلاً في الناسِ يُشْبِهُهُ، أَعْطَى لِفَارِهَةٍ.ويُرْوَى: (عَلَى حَسَدِ).ويُرْوَى: (حُلْوٌ تَوَابِعُها) على الابتداءِ والخبرِ، والمبتدأُ والخبرُ في مَوْضِعِ جَرٍّ.
33- الْوَاهِبُ المِائَةَ الأَبْكَارَ زَيَّنَهَا = سَعْدَانُ تُوضِحَ في أَوْبَارِهَا اللِّبَدِ
ويُرْوَى: (المائةَ الجُرْجُورَ). والجُرْجُورُ: الضِّخَامُ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ على لَفْظٍ واحدٍ. و(السَّعْدانُ): نَبْتٌ تَسْمَنُ عليهِ الإبلُ وتَغْزُرُ أَلْبَانُها ويَطِيبُ لَحْمُها. و(تُوضِحُ): اسمُ موضِعٍ.ومَنْ رَوَى: (يُوضِحَ) بالياءِ؛ فإنَّهُ يَذْهَبُ إلى أنَّ مَعْنَاهُ: يُبَيِّنُ، وهوَ فِعْلٌ. و(اللِّبَدُ): ما تَلَبَّدَ مِن الوَبَرِ، الواحِدَةُ: لِبْدَةٌ.ويُرْوَى: (في الأَوْبَارِ ذِي اللِّبَدِ).
34- والسَّاحِبَاتِ ذُيُولَ المِرْطِ فَنَّقَهَا = بَرْدُ الهَوَاجِرِ كَالْغِزْلانِ بالجَرَدِ
ويُرْوَى: (والرَّاكِضَاتِ).وعَنَى بـ(السَّاحِبَاتِ): الجَوَارِيَ. و(فَنَّقَهَا): طَيَّبَ عَيْشَها؛ أيْ: هيَ لا تَسِيرُ في شِدَّةِ الحَرِّ.ويُرْوَى: (أَنَّقَهَا)؛ أيْ:أَعْطَاها ما يُعْجِبُها. و(الجَرَدُ): المَوْضِعُ الذي لا يُنْبِتُ.
35- والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِهَا = كالطَّيْرِ تَنْجُو مِن الشُّؤْبُوبِ ذِي الْبَرَدِ
ويُرْوَى: (تَنْزِعُ). و(تَمْزَعُ): تَمُرُّ مَرًّا سَرِيعاً.ويُرْوَى: (رَهْواً).والرَّهْوُ: السَّاكِنُ. و(غَرْباً)؛ أيْ: حِدَّةً. و(الشُّؤْبُوبُ): السَّحابُ العَظيمُ القَطْرِ القليلُ العَرَضِ، الواحِدَةُ: شُؤْبُوبَةٌ.قيلَ: ولا يُقالُ لها: شُؤْبُوبَةٌ، حتَّى يَكُونَ فيها بَرَدٌ.
36- والأُدْمَ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلا مَرَافِقُهَا = مَشْدُودةً بِرِحَالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ
(الأُدْمُ): النُّوقُ. و(خُيِّسَتْ): ذُلِّلَتْ. ويُقَالُ: (جُدُدٌ) وجُدَدٌ، والضمُّ أَجْوَدُ؛ لأنَّهُ الأصلُ، ولِئَلاَّ يُشْكِلَ بجَمْعِ جُدَّةٍ. ومَنْ قالَ: جُدَدٌ في جَمْعِ جَدِيدٍ أَبْدَلَ مِن الضمَّةِ فتحةً؛ لِخِفَّةِ الفتحةِ.
37- فلا لَعَمْرُ الذي قَدْ زُرْتُهُ حِجَجاً = وما هُرِيقَ على الأَنْصَابِ مِنْ جَسَدِ
(هُرِيقَ) وأُرِيقَ واحِدٌ. و(الأَنْصَابُ): حِجَارَةٌ كانَت الجاهليَّةُ تَنْصِبُها وتَذْبَحُ عندَها.و(الجَسَدُ) هنا: الدَّمُ.والجَسَدُ والجِسَادُ: صِبْغٌ.
38- والمُؤْمِنِ العَائِذَاتِ الطَّيْرَ يَمْسَحُهَا = رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الْغِيلِ والسَّنَدِ
(الْعَائِذَاتُ): ما عاذَبالبيتِ من الطيرِ.ورَوَى أبو عُبَيْدَةَ: (بَيْنَ الْغِيلِ والسَّعَدِ) بكسرِ الغيْنِ، وقالَ: هُمَا أَجَمَتَانِ كانَتَا بينَ مَكَّةَ ومِنًى. وأَنْكَرَ الأصمعيُّ هذهِ الروايَةَ، وقالَ: إنَّما (الغِيلُ) بكسرِ الغينِ: الغَيْضَةُ، والغَيْلُ بفتحِ الغَيْنِ: الماءُ، وإنَّما يَعْنِي النابغةُ ما كانَ يَخْرُجُ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ.
39- ما إِنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ = إذاً فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ يَدِي
(إنْ) هنا توكيدٌ، إلاَّ أَنَّها تَكُفُّ (مَا) عن العملِ، كما أنَّ (مَا) تَكُفُّ (إنَّ) عن العَمَلِ في قَوْلِكَ: إِنَّمَا زيدٌ مُنْطَلِقٌ. ومعنى (فلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ يَدِي)؛ أيْ: شَلَّتْ.
40- إذاً فَعَاقَبَنِي رَبِّي مُعَاقَبَةً = قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ مَنْ يَأْتِيكَ بِالْحَسَدِ
41- هذا لأَبْرَأَ مِنْ قَوْلٍ قُذِفْتُ بِهِ = طَارَتْ نَوَافِذُهُ حَرًّا على كَبِدِي
(النَّوَافِذُ): تَمْثِيلٌ مِنْ قَوْلِهم: جُرْحٌ نَافِذٌ؛ أيْ: قَالُوا قَوْلاً صارَ حَرُّهُ على كَبِدِي، وَشَقِيتُ بهِ.
42- مَهْلاً فِدَاءٌ لَكَ الأَقْوَامُ كُلُّهُمُ = وما أُثَمِّرُ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَدِ
(أُثَمِّرُ): أَجْمَعُ. ويُرْوَى: (فِدَاءً) على المصدرِ.والمعنى: الأَقْوَامُ كُلُّهم يَفْدُونَكَ فِدَاءً. ويُرْوَى: (فِدَاءِ) بمعنى: لِيَفْدِكَ، فبَنَاهُ كما بُنِيَ الأمرُ؛نَحْوُ: دَرَاكِ وتَرَاكِ؛ لأنَّهُ بمعنى أَدْرِكْ واتْرُكْ.
43- لا تَقْذِفَنِّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ = وَلَوْ تَأَثَّفَكَ الأَعْدَاءُ بِالرِّفَدِ
ويُرْوَى: (وإنْ). (الكِفَاءُ): المِثْلُ. و(تَأَثَّفَكَ الأعداءُ): احْتَوَشُوكَ، فصَارُوا مِنْكَ مَوْضِعَ الأَثَافِيِّ مِن القِدْرِ. ومعنى (بالرِّفَدِ)؛ أيْ: يَتَعَاوَنُونَ عَلَيَّ، يَسْعُونَ بِي عِنْدَكَ.
44- فما الفُرَاتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُهُ = تَرْمِي أَوَاذِيُّهُ العِبْرَيْنِ بالزَّبَدِ
(جَاشَتْ): فارَتْ. و(الْغَوَارِبُ): ما عَلا منهُ، الواحِدُ: غَارِبٌ.و(الأَوَاذِيُّ): الأمواجُ. و(العِبْرَانِ): الشَّطَّانِ.
45- يَمُدُّهُ كُلُّ وَادٍ مُزْبِدٍ لَجِبٍ = فِيهِ حُطَامٌ مِن اليَنْبُوتِ وَالْخَضَدِ
ويُرْوَى: (كُلُّ وَادٍ مُتْرَعٍ). ويُرْوَى: (فيهِ رُكامٌ). و(المُتْرَعُ): المملوءُ.و(اللَّجِبُ): ذُو الصَّوْتِ. و(الرُّكَامُ): المُتكاثِفُ.و(اليَنْبُوتُ): ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ.و(الخَضَدُ): ماثُنِيَ وكُسِرَ مِن النَّبْتِ.
46- يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً = بِالْخَيْزُرَانَةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
ورَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ: (بالخَيْسَفُوجَةِ مِنْ جَهْدٍ ومِنْ رَعَدِ).و(الخَيْزُرَانَةُ): كُلُّ ما ثُنِيَ.و(النَّجَدُ): العَرَقُ مِن الكَرْبِ.وقالُوا: أرادَ بالخَيْزُرَانَةِ: المُرْدِيَّ. والخَيْسَفُوجَةُ قِيلَ: هوَ السُّكَّانُ. و(الأَيْنُ): الإِعْيَاءُ.
47- يَوْماً بِأَجْوَدَ مِنْهُ سَيْبَ نَافِلَةٍ = ولا يَحُولُ عَطَاءُ الْيَوْمِ دُونَ غَدِ
(السَّيْبُ): العَطَاءُ.و(النَّافِلَةُ): الزِّيَادَةُ.ومعنى (ولا يَحُولُ عَطَاءُ اليومِ دُونَ غَدِ): إنْ أَعْطَى اليومَ لم يَمْنَعْهُ ذلكَ أنْ يُعْطِيَ في الغَدِ.وأضافَ إلى الظَّرْفِ على السَّعَةِ؛ لأنَّهُ ليسَ حقُّ الظروفِ أنْ يُضَافَ إليها. ويُرْوَى: (يَوْماً بِأَطْيَبَ مِنْهُ).
48- أُنْبِئْتُ أَنَّ أَبَا قَابُوسَ أَوْعَدَنِي = ولا قَرَارَ على زَأْرٍ مِن الأَسَدِ
(أَبُو قَابُوسٍ): النُّعْمَانُ بنُ المُنْذِرِ. ويُرْوَى: (نُبِّئْتُ). ويقالُ: زَأَرَ الأسدُ يَزْئِرُ ويَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً.
49- هذا الثَّنَاءُ فَإِنْ تَسْمَعْ لِقَائِلِهِ = فَمَا عَرَضْتُ أَبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ
ويُرْوَى: (فإنْ تَسْمَعْ بِهِ حَسَناً * فَلَمْ أُعَرِّضْ أَبِيتَ اللَّعْنَ بِالصَّفَدِ).(الصَّفَدُ): العَطَاءُ.قالَ الأصمعيُّ: لا يكونُ الصَّفَدُ ابْتِدَاءً، إنَّما يَكُونُ بمنزلةِ المُكَافَأَةِ، يُقَالُ: أَصْفَدْتُهُ أُصْفِدُهُ إِصْفَاداً؛ إذا أَعْطَيْتَهُ، والاسمُ: الصَّفَدُ.وصَفَدْتُهُ أَصْفِدُهُ صَفْداً وصِفاداً؛ إذا شَدَدْتَهُ، والاسمُ أيضاً: الصَّفَدُ.ومعنى (أَبَيْتَ اللَّعْنَ)؛ أيْ: أَبَيْتَ أنْ تَأْتِيَ شَيْئاً تُلْعَنُ عليهِ.
50- هَا إنَّ تَاعِذْرَةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ =فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ فِي الْبَلَدِ
ويُرْوَى: (فإِنَّ صَاحِبَهَا مُشَارِكُ النَّكَدِ).(تَا) بمعنى هذهِ. ويُرْوَى: (إنَّ ذِي عِذْرَةٌ). ويُرْوَى: (إنَّها عِذْرَةٌ). وعِذْرَةٌ وعُذْرَةٌ ومَعْذِرَةٌ واحِدٌ. ومعنى (إنَّهَا)؛ أيْ: إنَّ هذهِ القصيدةَ عُذْرٌ؛ أيْ: ذاتُ عُذْرٍ.


 
 توقيع : أبتسامة أمل

🌷🌷🌷🌷


رد مع اقتباس