11-25-2011, 03:15 PM
|
#29
|
|
تتمة معلقة عنترة بن شداد
41- وحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَركْتُ مُجَدَّلاً = تَمكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَمِ
الشرح : الحليل ، بالمهلة : الزوج ، والحليلة الزوجة ، وقيل في اشتقاقهما إنهما من الحلول فسميا بها لأنهما يحلان منزلا واحدا وفراشا واحدا ، فهو على هذا القول فعيل بمعنى مفاعل ، مثل شريب وأكيل ونديم بمعنى مشارب ومؤاكل ومنادم ، وقيل : بل هما مشتقان من الحل لأن كلا منهم يحل لصاحبه ، فهو على هذا القول فعيل بمعنى مفعل مثل الحكيم بمعنى المحكم وقيل : بل هما مشتقان من الحل ، وهو على هذا القول فعيل بمعنى فاعل وسميا بهما لأن كل واحد منهما يحل إزار صاحبه ، الغانية : ذات الزوج من النساء لأنها غنيت بزوجها عن الرجال ، وقال الشاعر : أحب الأيامى اذ بثينة أيم وأحببت لما أن غنيت الغوانيا وقيل : بل الغانية البارعة الجمال المستغنية بكمال جمالها عن التزين ، وقيل : الغانية المقيمة في بيت أبويها لم تزوج بعد ، من غني بالمكان إذا أقام به . وقال عمارة بن عقيل : الغنية الشابة الحسناء التي تعجب الرجال ويعجبها الرجال ، والأحسن القول الثاني والرابع ، جدلته : ألقيته على الجدالة ، وهي الأرض ، فتجدل أي سقط عليها ، المكاء : الصفير ، العلم : الشق في الشفة العليا يقول : ورب زوج امرأة بارعة الجمال مستغنية بجمالها عن التزين قتلته وألقيته على الأرض وكانت فريصته تمكو بانصباب الدم منها كشدق الأعلم . قال أكثرهم : شبه سعة الطعن بسعة شدق الأعلم،وقال بعضهم: بل شبه صوت انصباب الدم بصوت خروج النفس من شدق الأعلم .
42- سَبَقَتْ يَدَايَ لَهُ بِعاجِلِ طَعنَةٍ = وَرَشَاشِ نَافِذَةٍ كَلَوْنِ الْعَنْدَمِ
الشرح : العندم : دم الأخوين ، وقيل : بل هو البقعم ، وقيل : شقائق النعمان يقول : طعنته طعنة في عجلة ترش دما من طعنة نافذة تحكي لون العندم .
43- هَلاَ سأَلْتِ الَخيْلَ يا ابْنَةَ مَالِكٍ = إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِما لَمْ تَعْلَمِي
الشرح : يقول : هلا سألت الفرسان عن حالي في قتالي إن كنت جاهلة بها .
44- إِذْ لا أَزَالُ على رِحَالَةِ سَابحٍ = نَهْدٍ تَعاوَرُةُ الْكمُاةُ مُكَلَّمِ
الشرح : التعاور : التداول ، يقال : تعاوروه ضربا إذا جعلوا يضربونه على جهة التناوب ، وكذلك الأعتوار ، الكلم : الجرح ، والتكليم التجريح يقول : هلا سألت الفرسان عن حالي إذا لم أزل على سرج فرس سابح تناوب الأبطال في جرحه ، أي جرحه كل منهم . ونهد : من صفة السابح وهو ضخم .
45- طَوْراً يُجَرِّدُ للطِّعانِ وَتَارَةً = يأوِي إِلى حَصْدِ الْقِسيّ عَرَمرَمِ
الشرح : الطور : التارة والمرة ، والجمع الأطوار يقول : مرة أجرده من صف الأولياء لطعن الأعداء وضربهم وأنضم مرة إلى قوم محكمي القسي كثير ، يقول : مرة أحمل عليه على الاعداء فأحسن بلائي وأنكي فيهم أبلغ نكاية ، ومرة أنضم إلى قوم أحكمت قسيهم وكثر عددهم ، أراد أنهم رماة مع كثرة عددهم ، العرمرم : الكثير ، حصد الشيء حصدا : إذا استحكم ، والإحصاد الإحكام .
46- يُخْبِرْكِ مَنْ شَهَدَ الْوقِيعَةَ أَنّني = أَغْشَى الْوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ الَمغْنَمِ
الشرح : يخبرك : مجزوم لأنه جواب هلا سألت ، الوقعة والوقيعة : اسمان من اسماء الحرب ، والجمع الوقعات والقائع ، الوغى : أصوات أهل الحرب ثم استعير للحرب ، المغنم والغنم والغنيمة واحد يقول : إن سألت الفرسان عن حالي في الحرب يخبرك من حضر الحرب بأني كريم عالي الهمة آتي الحروب وأعف عن اغتنام الأموال .
47- وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الْكُماةُ نزَالَهُ = لا مُمْعِنٍ هَرَبَاً وَلا مُسْتَسْلِمِ
الشرح : المدجج : التام السلاح ، الإمعان : الإسراع في الشيء والغلو فيه ، الاستسلام : الانقياد والاستكانة يقول : ورب رجل تام السلاح كانت الابطال تكره نزاله وقتاله لفرط بأسه وصدق مراسه ، فهو لايسرع في الهرب إذا اشتد بأس عدوه ولا يستكين له إذا صدق مراسه .
48- جَادَتْ لَهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنَةٍ = بُمثَقفٍ صَدْقِ الْكُعوبِ مُقَوَّمِ
الشرح : يقول : جادت يدي له بطعنة عاجلة برمح مقوم صلب الكعوب . والبيت جواب رب المضمر بعد الواو في ومدجج.قوله بعاجل طعنة ، قدم الصفة على الموصوف ثم أضافها اليه ، تقديره : بطعنة عاجلة ، الصدق : الصلب .
49- فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثيابَهُ = لَيْسَ الْكَرِيمُ على القَنَا بُمحَرَّمِ
الشرح : الشك : الانتظام ، والفعل شك يشك ، الأصم : الصلب يقول : فانتظمت برمحي الصلب ثيابه ، أي طعنته طعنة أنفذت الرمح في جسمه وثيابه كلها ، ثم قال : ليس الكريم محرما على الرماح ، يريد أن الرماح مولعة بالكرام لحرصهم على الإقدام ، وقيل : بل معناه أن كرهه لا يخلصه من القتل المقدر له .
50- فَتَرَكتُهُ جَزَرَ الْسٍّبَاعِ يَنُشْنَهُ = يَقْضُمْنَ حُسْنَ بنانِهِ وَالِمعْصَمِ
الشرح : الجزر : جمع جزرة وهي الشاة التي أعدت للذبح ، النوش : التناول ، والفعل ناش ينوش نوشا ، القضم : الاكل بمقدم الاسنان ، والفعل قضم يقضم يقول : فصيرته طعمة للسباع كما يكون الجزر طعمه للناس ، ثم قال : تتناوله السباع وتأكل بمقدم اسنانها بنانة الحسن ومعصمه الحسن ، يريد أنه قتله فجعله عرضة للسباع حتى تناولته وأكلته .
51- وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُروجَهَا = بالسَّيْفِ عن حامي الَحقيقَةِ مُعْلِم
الشرح : المشك : الدرع التي قد شك بعضها إلى بعض ، وقيل مساميرها يشير إلى أنه الزرد ، وقيل : الرجال التام السلاح ، الحقيقة : ما يحق عليك حفظه أي يجب ، العلم ، بكسر اللام : الذي أعلم نفسه أي شهرها بعلامة يعرف بها في الحرب حتى ينتدب الابطال لبرازه ، والمعلم بفتح اللام : الذي يشار اليه ويدل عليه بأنه فارس الكتيبة وواحد السرية يقول : ورب مشك درع ، أي رب موضع انتظام درع واسعة ، شققت أوساطها بالسيف عن رجل حسام لما يجب عليه حفظه شاهر نفسه في حومة الحرب أو مشار اليه فيها ، يريد أنه هتك مثل هذه الدرع عن مثل هذا الشجاع فكيف الظن بغيره .
52- رَبِذٍ يَداهُ بالقِدَاحِ إِذا شَتَا = هَتَّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
الشرح : الربذ : السريع ، شتا : دخل في الشتاء ، يشتو شتوا ، الغاية : راية ينصبها الخمار ليعرف مكانه بها . أراد بالتجار الخمارين ، الملوم : الذي ليم مرة بعد أخرى . والبيت كله من صفة حامي الحقيقة يقول : هتكت الدرع عن رجل سريع اليد خفيفها في اجالة القداخ في الميسر في برد الشتاء ، وخص الشتاء لأنهم يكثرون الميسر فيه لتفرغهم له ، وعن رجل يهتك رايات الخمارين ، أي كان يشتري جميع ما عندهم من الخمر حتى يقلعوا راياتهم لنفاذ خمرهم ، فهو ملوم على إمعانه في الجود وإسرافه في البذل ، وهذا كله من صفة حامي الحقيقة .
53- لَمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتٌ أُرِيدُهُ = أَبْدَي نَوَاِجذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ
الشرح : يقول : لما رآني هذا الرجل نزلت عن فرسي أريد قتله كثر عن أنيابه غير متبسم ، أي لفرط كلوحه من كراهية الموت قلصت شفتاه عن أسنانه ، وليس ذاك لتكلم ولا لتبسم ولكن من الخوف ، ويروى لغير تكلم .
54- عَهْدِي بِهِ مَدَّ النّهَارِ كأنَّما = خُضِبَ الْبَنَانُ وَرَأْسُهُ بالعِظْلِمِ
الشرح : مد النهار ك طوله ، العظلم : نبت يختضب به ، العهد : اللقاء ، يقال : عهدته أعهد عهدا إذا لقيته . يقول: رأيته طول النهار وامتداده بقد قتلي إياه وجفاف الدم عليه كأن بنانه ورأسه مخضوبان بهذا النبت .
55- فَطَعَنْتُهُ بالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ = بِمُهَنَّدٍ صَافي الحَدِيدَةِ مِخذَمِ
الشرح : المخذم : السريع القطع يقول : طعنته برمحي حين ألقيته من ظهر فرسه ثم علوته مع سيف مهند صافي الحديد سريع القطع .
56- بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ = يُحذَى نِعَالَ السَّبْتِ ليْسَ بتَوْأَمِ
الشرح : السرحة : الشجرة العظيمة ، يحذى : أي تجعل حذاء له ، والحذاء : النعل ، والجمع الأحذية يقول : وهو بطل مديد القد كأن ثيابه ألبست شجرة عظيمة من طول قامته واستواء خلقه تجعل جلود البقر المدبوغة بالقرظ نعالا له ، أي تستوعب رجلاه السبت ، ولم تحمل امه غيره ، بالغ في وصفه بالشدة والقوة بامتداد قامته وعظم أعضائه وتمام غذائه عند إرضاعه إذ كان فذا غير توأم .
57- يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلّتْ لَهُ = حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
الشرح :ما صلة زائدة،الشاة : كناية عن المرأة يقول : يا هؤلاء أشهدوا شاة قنص لمن حلت له فتعجبوا من حسنها وجمالها فإنها قد حازت أتم الجمال ، والمعنى : هي حسناء جميلة مقنع لمن كلف بها وشغف بحبها ، ولكنها حرمت علي وليتها لم تحرم على ، أي ليت أبي لم يتزوجها ، وقيل : أراد بذلك أنها حرمت عليها باشتباك الحرب بين قبيلتيهما ثم تمنى بقاء الصلح .
58- فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فقُلْتُ لها اذْهَبي = فَتَجَسَّسي أَخْبَارَهَا ليَ وَاعْلَمِي
الشرح : يقول : فبعثت جاريتي لتتعرف أحوالها لي .
59- قاَلتْ رَأَيْتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً = وَالشَّاةُ مُمْكِنَةٌ لِمنْ هُوَ مُرْتَمِ
الشرح : الغرة : الغفلة ، رجل غر غافل لم يجرب الأمور يقول : فقالت جاريتي ، لما أنصرفت لي : صادفت الأعادي غافلين عنها ورمي الشاة ممكن لمن راد أن يرتميها ، يريد أن زيارتها ممكنة لطالبها لغفلة الرقباء والقرناء عنها .
60- وكأَنّما الْتَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَةٍ = رَشَا منَ الْغِزْلانِ حُرٍّ أَرْثَمِ
الشرح : الجداية : ولد الظبية ، والجمع الجدايا ، الرشأ : الذي قوي من أولاد الظباء ، والغزلان جمع الغزال ، الحر من كل شيء : خالصة وجيدة ، الأرثم : الذي في شفته العليا وأنفه بياض يقول : كأن التفاتها إلينا في نظرها التفات ولد ظبية هذه صفته في نظره .
61- نُبِّئْتُ عمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتي = وَالْكُفْرُ مَخَبَثَةٌ لِنَفْسِ الُمْنعِمِ
الشرح : التنبئة والتنبيئ : مثل الإنباء ، هذه من سبعة أفعال تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، وهي : أعلمت وأريت وأنبأت ونبأت وأخبرت وخبرت وحدثت ، وإنما تعدت الخمسة التي هي غير أعلمت وأريت إلى ثلاثة مفاعيل لتضمنها معنى أعلمت يقول : أعلمت أن عمرا لا يشكر ننعمتي ، وكفران النعمة ينفر نفس المنعم عن الإنعام : فالتاء في نبئت هو المفعول الأول قد أقيم مقام الفاعل وأسند الفعل إليه ، وعمرا هو المفعول الثاني ، وغير هو المفعول الثالث .
62- وَلَقَدْ حَفِظتُ وَصَاةَ عِّميَ بالضُّحى = إِذ تقلِصُ الشفَتَانِ عن وَضَحِ الْفَمِ
الشرح : الوصاة والوصية شيء واحد ، وضح الفم : الاسنان ، القلوص : التشنج والقصر يقول : ولقد حفظت وصية عمي إياي باقتحامي القتال ومناجزتي الأبطال في أشد أحوال الحرب ، وهي حال تقلص الشفاه عن الأسنان من شدة كلوح الأبطال والكماة فرقا من القتل .
63- في حَوْمَةِ اَلجرْبِ الّتي لا تشْتَكي = غَمراتِهَا الأبْطالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
الشرح :حومة الحرب:معظمها وهي حيث تحوم الحرب أي تدور، وغمرات الحرب : شدائدها التي تغمر أصحابها ، أى تغلب قلوبهم وعقولهم ، التغمغم : صياح ولجب لا يفهم منه شئ يقول : ولقد حفظت وصية عمي في حومة الحرب التي لا تشكوها الابطال إلا بجلبة وصياح .
64- إِذْ يَتَّفُونَ بَي الأَسِنَّةَ لم أخِمْ = عنها وَلكِنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمي
الشرح : الاتقاء:الحجز بين الشيئين،يقول:اتقيت العدو بترسي،أي جعلت الترس حاجزا بيني وبين العدو،الخيم:الجبن،المقدم: موضع الإقدام ، وقد يكون الإقدام في غير هذا الموضع يقول : حين جعلني أصحابي حاجزا بينهم وبين أسنة أعدائهم ، أي قدموني وجعلوني في نحور أعدائهم ، لم أجبن عن أسنتهم ولم أتأخر ولكن قد تضايق موضع اقدامي فتعذر التقدم فتأخرت لذلك .
65- لمّا رَأَيْتُ الْقوْمَ أَقْبَلَ جَمْعُهمْ = يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غيرَ مُذَّممِ
الشرح :التذامر : تفاعل من الذمر وهو الحض على القتال يقول : لما رأيت جمع الأعداء قد أقبلوا نحونا يحض بعضهم بعضا على قتالنا عطفت عليهم لقتالهم غير مذمم ،أي محمود القتال .
66- يَدُعونَ عَنْتَرَ وَالرِّماحُ كأنّها = أَشْطانُ بئْرٍ في لَبَانٍ الادْهَمِ
الشرح : الشطن : الحبل الذي يستقى به و ، والجمع الاشطان ، اللبان : الصدر . يقول : كانوا يدعونني في حال إصابة رماح الاعداء صدر فرسي ودخولها فيه ، ثم شبهها في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار .
67- ما زِلْتُ أَرْمِيهمْ بثُغْرَةِ نَحْرِهِ = وَلَبَانِهِ حتى تَسَرْ َبَل بالدَّمِ
الشرح :الثغرة:الثقب في أعلى النحر،والجمع الثغر يقول:لم أزل أرمي الاعداء بنحر فرسي حتى جرح وتلطخ بالدم وصارالدم له بمنزلة السربال،أي عم جسده عموم السربال جسد لابسه
68- فازْوَرَّ مِنْ وَقْع الْقنَا بلَبَانِهِ = وشَكا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ
الشرح : الازورار : الميل ، التحمحم : من صهيل الفرس ما كان فيه شبه الحنين ليرق صاحبه له يقول : فمال فرسي مما أصابت رماح الأعداء صدره ووقوعها به ، وشكا إلي بعبرته وحمحمته ، أي نظر إلي وحمحم لأرق له .
69- لَوْ كانَ يَدْرِي مَا اُلمحاوَرَةُ أشْتَكَى = وَلَكَانَ لَوْ عَلِمَ الْكَلامَ مُكَلِّمِي
الشرح : يقول : لو كان يعلم الخطاب لاشتكى إلي مما يقاسيه ويعانيه ولكلمني لو كان يعلم الكلام ، يريد أنه لو قدر على الكلام لشكا إليه مما أصابه من الجراح .
70- ولَقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَذْهَبَ سُقْمَهَا = قِيلُ الْفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ أَقْدِمِ
الشرح : يقول : ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها قول الفوارس لي : ويلك يا عنتره أقدم نحو العدو واحمل عليه ، يريد أن تعويل أصحابه عليه والتجاءهم إليه شفى نفسه ونفى غمه .
71- وَالَخيْلُ تَقْتَحِمُ الَخبَارَ عَوَابِساً = من بينِ شَيْظَمَةٍ وَآخرَ شَيْظَمِ
الشرح : الخبار : الأرض اللينة ، الشيظم : الطويل من الخيل يقول : والخيل تسير وتجري في الأرض اللينة التي تسوخ فيها قوائمها بشدة وصعوبة وقد عبست وجوهها لما نالها من الإعياء وهي لاتخلو من فرس طويل أو طويلة ، أي كلها طويلة .
72- ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ شِئْتُ مُشايعِي = لُبِّي وَأَحْفِزُهُ بأَمْرٍ مُبْرَمِ
الشرح : ذلل : جمع ذلول من الذل وهو ضد الصعوبة ، الركاب : الابل لا واحد لها من لفظها عند جمهور الأئمة ، وقال الفراء : إنها جمع ركوب مثل قلوص وقلاص ولقوح ولقاح ، المشايعة : المعاونة ، اخذت من الشياع وهو دقاق الحطب لمعاونته على النار على الإيقاد في الحطب الجزل ، الحفز : الدفع ، الابرام : الاحكام يقول : تذل إبلي لي حيث وجهتها من البلاد ويعاونني على أفعالي عقلي وأمضي ما يقضيه عقلي بأمر محكم .
73- وَلَقَدْ خَشِيتُ بأَنْ أَمُوتَ وَلمْ تَدُرْ = لِلْحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشرح : الدائرة : اسم للحادثة ، سميت بها لأنها تدور من خير إلى شر ومن شر إلى خير ، ثم استعملت في المكروهة دون المحبوبة ت يقول : ولقد خاف أن أموت ولم تدر الحرب على ابني ضمضم بما يكرهانه ، وهما حصين وهرم إبنا ضمضم .
74- الشَّاتِميْ عِرضِي وَلَمْ أَشْتِمْهُما = وَالْنَّاذِرَيْنِ إِذا لَمَ الْقَهُما دَمي
الشرح : يقول : اللذان يشتمان عرضي ولم أشتمهما أنا ، والموجبان على انفسهما سفك دمي إذا لم أراهما ، يريد أنهما يتوعدانه حال غيبته فأما في حال الحضور فلا يتجاسران عليه .
75- إِنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَاهُمَا = جَزَرَ السِّبَاعِ وَكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ
الشرح : إن يشتماني لم أستغرب منهما ذلك فإني قتلت أباهما وصيرته جزر السباع وكل نسر مسن .
|
|
🌷🌷🌷🌷
|