عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-15-2010, 11:50 PM
رٍوٍُُوٍحٍِِ آلٍّـمَِنَِتًٍـّدىًٍ

ياسمين الشام غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 217
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5219 يوم
 أخر زيارة : 11-21-2020 (05:45 AM)
 المشاركات : 3,837 [ + ]
 التقييم : 2431
 معدل التقييم : ياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond reputeياسمين الشام has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
عدد الترشيحات : 4
عدد المواضيع المرشحة : 4
رشح عدد مرات الفوز : 1
شكراً: 7
تم شكره 84 مرة في 67 مشاركة
3 مللت هذه الحياه ...



مللت هذه الحياة...




اللهم مللتهم وملّوني.. فاقبضني عندك غير مفتون..

كان الطبيب العالم المتواضع الورع ضياء الدين يكرر هذه الكلمات كلما رأى الناس يزدادون ابتعادا عن دينهم.. وكلما رأى الغش والخداع واللهو والرذيلة تتفشى في هذه البقاع التي عمرها الإيمان قرونا طويلة..



لم يكن الطبيب يشك ولا للحظة واحدة أن الإسلام باق منتصر بإذن الله... وأن مآل الفسق والفجور الزوال حتما... وأن الدعاة على قلتهم سينتصرون إن عاجلا أم آجلا... كان يعمل في كل مجال كحصان السبق الذي يجري ويجري فلا يدع مضمارا إلا واقتحمه مندفعا بكل قوة... وما سبب مشاعر فراغ الصبر عنده إلا المواقف اليومية.. مواقف لا يراها إلا الطبيب ولا يدري بها إلا الحكيم... مواقف يسترها الله عن عباده ... ولا يدري بها إلا الطبيب الذي يفتح عنده الناس قلوبهم ويهتكوا الحجب عن أسرارهم خوفا من مرض قد يداهمهم بسبب ذلك الخطأ أو سترا لفضيحة...أو ريبة من عواقب وخيمة لم يفكروا بها عند تلك الخطيئة أو ذاك الذنب..
وازداد عدد المخطئين في عيادته... وما ازيادهم إلا طمعا بسعة قلب الطبيب ومعرفة بالتزامه وستره...



صار قلبه كالوعاء الذي تتفجر فيه البراكين... قلب من الصخر... من الفولاذ... يتحمل كل تلك الضغوط فيخفف عن المريض وينصح المخطئ ويعاتب المذنب ويدل الجميع على الطريق المستقيم مع لمسة حانية وكلمة طيبة ودواء ناجع...
قلب أرق من قلوب الأطفال... هو قلب المسلم... كان عليه أن يتحول لقسوة الفولاذ ليحتمل الأهوال في كل يوم...



لم يكن لهذا القلب من زاد يمنحه القوة إلا بضع آيات تتردد في فم الطبيب وقلبه... في ليل بهيم يختلي فيه مع الخالق يبثه همومه ويطلب عونه فيجد من الزاد الرباني ما يعود به كل يوم لذلك المكان الملائكي.. مع ابتسامة هادئة تخفي حزن القلب وتقطع الجوارح...



اللهم مللتهم وملّوني... فاقبضني إليك غير مفتون...



انطلق الطبيب في سيارته مسرعا... فالحالة لا تقبل التأخير... وقد علّمته هذه المهنة أن الأمانة أغلى من أموال الدنيا... ودقيقة أو بضع دقائق قد تغير مصير المريض من حال إلى حال...



انطلق وليس له هدف إلا الوصول لمد يد العون... درب مشى عليه منذ عشرات السنين أصبح جزءا من حياته وركنا من أركانها..



مضى كعادته وبجانبه حقيبة الاسعاف... وعلى شفتيه كلمات الدعاء والتقرب إلى الله ... والرجاء أن يشفي الله المريض على يديه فيزيد له من الأجر والمرتبة..



لا يذكر الطبيب ما الذي حدث بعد ذلك... كل الذي يعرفه أنه رأى فجأة أطيافا شفافة تقترب منه... وجوهها من النور وأجسادها من الرحمة... تقترب منه هادئة مبتسمة تلقي عليه التحية والسلام.. وتستأذن الله أن تأخذ الأمانة... تعجب الطبيب منها... عن أي أمانه يتحدثون؟؟؟ وعليكم السلام يا مخلوقات الله... أهلا بكم من زائرين...

اقترب منه أحدهم ولمسهُ لمسة خفيفة شعر فيها بوخزة كشوكة سريعة تدخل في جلده ثم تخرج... مرت في تلك اللحظة في ذهنه كل الحقن التي وخز بها المرضى..
آآآه... أدعو الله أن تكون وخزاتي للناس في سهولة ويسر هذه التي وخزتني بها يا زائري...
وانتبه الطبيب فجأة.. كأنه كان نائما فاستيقظ.. وكأنه كان في بيت مغلق أسود كئيب قد خرج منه لرحب النور والسلام.. انتبه فوجد نفسه يسبح .. يسبح خارج الزمان والمكان... يسبح محلقا بين الأطياف .. ولا يسمع إلا كلمات الحمد والتسبيح.. نظر خلفه فرأى نفسه.. جسدا جالسا على مقعد.. قد ارتسمت الابتسامة على شفتيه ونامت عينيه في هدوء ملائكي .. وتلاحقت قطرات الماء تداعب وجنتيه وتعبث بشعره...



هذا أنا؟؟!!!.. نظر الطبيب لنفسه ثم للجسد الجالس بين أمواج الماء .. ثم التفت لأحد تلك الأطياف وسمع كلمات : السلام عليك يا أخي ضياء الدين... قد سمع الله دعاءك وخفف عنك... وقبضك لعالم الرحمة مع الصالحين والفائزين.. فانظر لمكانك في الجنة وسبح بحمد ربك وشكره إلى قيام الساعة....



من أي زاوية سيرثى مثله * إني لأحسبه من الشهداءِ!!




اللهم أختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ولا تمتنا إلا وأنت راض عنا يا الله .. اللهم أمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.




رد مع اقتباس